لا يوفر نظام الرئيس السوري بشار الأسد االفنانين والكتّاب والادباء وكل من يؤمن بحرية الرأي او يتحدث بصوت عال ضد رأي النظام حتى ولو لم يحمل السلاح. وقال اصدقاء لصانع الافلام التسجيلية عروة نيربية، الذي ساعد المشردين والعاطلين عن العمل، ان قوات الامن السورية القت القبض عليه في اطار ما يبدو انها «حملة على العقول العلمانية» في البلاد. وقال أقارب وزملاء لنيربية، مؤسس مهرجان دمشق للسينما الوثائقية «دوكس بوكس»، انه أُعتقل في مطار دمشق مساء الخميس قبل ان يستقل طائرة في طريقه إلى القاهرة. وينتمي المخرج (35 عاماً) إلى جيل جديد من صنّاع الافلام السوريين وسبق له ان تحدى الحظر الذي تفرضه الحكومة على الثقافة قبل الانتفاضة ضد حكم الاسد قبل 17 شهراً. وقال زميله المخرج السوري احمد ملص في بيان مصور بالفيديو بثه من مكان غير معلوم خارج سورية: «الظاهر ان جريمة نيربية هي تأسيس حركة سينمائية مستقلة في سورية». وطالب ملص باطلاق سراح نيربية الممثل والمخرج المتخرج في المعهد السوري العالي للسينما. وقبل ثلاثة شهور قتلت قوات الأسد باسم شهادة، وهو صانع افلام آخر تخلى عن منحة فولبرايت الدراسية في الولاياتالمتحدة ليعود إلى بلاده لتوثيق الحملة الامنية الضارية التي شنتها قوات الامن في مدينة حمص وسط البلاد. وفي واقعة اخرى القت فيها السلطات باللائمة على «الايدي الآثمة» في قتل المخرج باسم محيي الدين هذا الشهر في ضاحية بدمشق شهدت اشتباكات بين الجيش وقوات المعارضة المسلحة. وفي حالة ثالثة قال اقارب النحات وائل قسطون انه توفي الشهر الماضي بعدما جرى تعذيبه في سجن بدمشق. وقال قريب لقسطون، وهو مسيحي من حمص، «ان النحات الراحل تحدث ضد القمع الحكومي». واعتقلت اجهزة الامن السورية ايضاً الفنان السوري محمد عمر أوسو مع أفراد عائلته في دمشق، وقالت «تنسيقية احرار المزة» و»تجمع فناني ومبدعي سورية» ان الامن السوري اعتقل اوسو وعائلته «خلال مداهمة منزلهم في حي المزة» الدمشقي ليل الجمعة. ومحمد عمر أوسو ممثل وكاتب تلفزيوني وضع مسلسل «بكرا أحلى» ولعب ادواراً في عدد من الاعمال التلفزيونية بينها «بكرا أحلى» (2005) و»كسر الخواطر» (2006) و»كثير من الحب كثير من العنف» (2007) و»الوزير وسعادة حرمه» (2006). وظهر الفنان أوسو في تظاهرات عدة وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للاعتقال.