للإفلات من عنف مدينة الصفيح البائسة في ضاحية الكاب، يغوص لوكولو بونكو (17 سنة) في المحيط مع لوح ركوب الأمواج... على رغم انتشار أسماك القرش. ويقول الشاب: «عندما تقع اشتباكات بين العصابات آتي الى هنا لركوب الأمواج والشعور بالأمان». إلا أن الأمن في المياه أيضاً ليس مضموناً، إذ هاجمت سمكة قرش راكب أمواج على بعد كيلومترات قليلة من هنا في مطلع آب (أغسطس) الجاري، فيما أردى لصوص صياد سمك قتيلاً على الشاطئ في حزيران (يونيو) الماضي. لكن لوكوسولا لا يهتم للأمر، وهو عضو في المنظمة غير الحكومية «ويفز فور تشينج» (أمواج من أجل التغيير) التي أسسها راكب الأمواج البريطاني تيم كونيبير، وهي توفر إطاراً اجتماعياً لأطفال مدن الصفيح الذين يعانون البؤس. ففي الصباح البارد، إذ إنه فصل الشتاء في جنوب أفريقيا الآن، يستعد حوالى ثلاثين منهم في مقر الجمعية، وهو عبارة عن حاوية قديمة محاطة بجدار من أحجار الخفان رسمت عليه أزهار، لركوب الأمواج، وأصغرهم سناً في السابعة، وهم يرتدون بزات قدمتها جهات راعية، قياسها كبير بعض الشيء وقد تؤدي ربما الى دخول مياه المحيط الأطلسي الباردة. بعض الألواح قديمة جداً، لكن الأمر لا يهم، فبعد تحمية نشطة تقوم على الغناء والرقص التقليدي ينطلقون نحو المحيط بثقة كبيرة. ويقول توزاميله نوموندو (19 سنة) عن المشروع بعد ثلاث سنوات من مباشرة ركوب الأمواج: «أعشق ركوب الأمواج». وهو كان يتعاطى المخدرات في سن المراهقة، فيما اصدقاؤه في مدينة الصفيح يحضونه على الانضمام إلى إحدى العصابات. ويؤكد: «منذ بدأت أركب الأمواج، نبذت العصابات، وقد غير ذلك حياتي». وتقول نولاوازي ماخولولوبالا المسؤولة في هذه المنظمة غير الحكومية، إن الأطفال «يتعلمون الثقة بأنفسهم وبقدراتهم ويدركون أن في إمكانهم تحقيق أهدافهم». وكانت غالبية الشباب لا تعرف السباحة عند انضمامهم الى «ويفز فور تشينج»، وبالكاد رأوا الشاطئ مع أنه يقع على بعد خطوتين من مكان إقامتهم.