تتجه منطقة اليورو على الأرجح إلى ثاني ركود في ثلاث سنوات بعدما أظهرت مسوح لقطاع الأعمال ان الوهن أصاب حتى الاقتصاد الألماني، الأكبر والأقوى في المنطقة. وقبل قمة حاسمة بين المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في برلين ليل أمس، أظهر مؤشر مديري المشتريات لمؤسسة «ماركت» ان اقتصاد المنطقة التي تضم 17 دولة، سينكمش بين 0.5 و0.6 في المئة في الربع الحالي مع تراجع الطلبيات الجديدة مجدداً. وهذا أسوأ كثيراً من متوسط التوقعات في أحدث استطلاع أجرته وكالة «رويترز». وتنال أزمة ديون بدأت في الاقتصادات الصغيرة بمنطقة اليورو حالياً من ثقة الشركات والمستهلكين في شتى دول التكتل ما يشكل ضغطاً على صناع السياسة لاتخاذ خطوات جذرية لمساعدة الدول المعرضة للخطر مثل إسبانيا وإيطاليا. وارتفع مؤشر مديري المشتريات المجمع الذي يقيس أداء قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات إلى 46.6 مقارنة بتوقعات بأن يستقر عند قراءة تموز (يوليو) البالغة 46.5. لكن القراءة جاءت دون مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش للشهر السابع على التوالي. وما يثير القلق في صورة أكبر هو امتداد الوهن الاقتصادي الذي أصاب الاقتصادات الصغيرة بالمنطقة إلى الاقتصادات الرئيسة إذ هبط مؤشر مديري المشتريات الألماني إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات في رابع انكماش شهري على التوالي. وتراجعت الطلبيات الجديدة على شركات منطقة اليورو على مدى سنة الآن وبلغ المؤشر الفرعي المجمع 45.0 بعدما سجل أدنى مستوى في ثلاث سنوات عند 44.5 في تموز. وتراجع نشاط الشركات في فرنسا ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو للشهر السادس على التوالي وفقاً لمؤشرها المجمع لمديري المشتريات. ووفق بيانات رسمية انكمش اقتصاد منطقة اليورو 0.2 في المئة في ثلاثة شهور حتى حزيران (يونيو). وتوقع اقتصاديون في استطلاع أجرته «رويترز» الأسبوع الماضي نتيجة مماثلة للربع الحالي مع عدم تسجيل نمو حتى بداية العام المقبل. وهبط مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات المهيمن إلى 47.5 مخالفاً توقعات بتراجع أقل إلى 47.6 من 47.9 في تموز. وجاء ذلك مع خفض شركات الخدمات لأسعار خدماتها للشهر التاسع على التوالي. وارتفع مؤشر أسعار الإنتاج قليلاً إلى 47.2 نقطة من 46.8. وظل مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية دون 50 للشهر الثالث عشر، لكنه سجل ارتفاعاً أكبر من المتوقع إلى 45.3 من 44.0 نقطة.