تنبع قناعة المملكة العربية السعودية وعدد من قادة الدول الإسلامية بأهمية تفعيل العمل الإسلامي المشترك عبر تبني قادة الأمة الإسلامية «بلاغ مكة»، وبرنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية في القرن ال21. وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي افتتح بها أعمال إحدى القمم السابقة: «إن الوحدة الإسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم، فالغلو والتطرف والتكفير لا يمكن له أن ينبت في أرض خصبة بروح التسامح ونشر الاعتدال والوسطية، وهنا يأتي دور المجمع الفقهي، ليتصدى لدوره التاريخي ومسؤوليته في مقاومة الفكر المتطرف بكل أشكاله وأطيافه، كما أن منهجية التدرج هي طريق النجاح الذي يبدأ بالتشاور في كل شؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للوصول إلى مرحلة التضامن - بإذن الله - وصولاً إلى الوحدة الحقيقية الفاعلة المتمثلة في مؤسسات تعيد للأمة مكانها في معادلات القوة». وأضاف: «إن طبيعة الإنسان المسلم تكمن في إيمانه ثم علمه ومبادئه وأخلاقه التي قال عنها نبي الرحمة: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ولعلكم تتفقون معي على أن الارتقاء بمناهج التعليم وتطويرها مطلب أساسي لبناء الشخصية المسلمة المتسامحة للوصول إلى مجتمع يرفض الانغلاق والعزلة واستعداء الآخر متفاعلاً مع الإنسانية كلها، ليأخذ ما ينفعه ويطرح كل فاسد». وقال: «إنه لمن المؤلم أن نرى كيف تداعت حضارتنا المجيدة من مراقي العز إلى سفوح الوهن، وكيف عاث فكر العقول المجرمة مفسداً في الأرض، وكيف تحولت أمتنا الواحدة بشموخها وكبريائها إلى كيانات مستضعفة، إلا أن المؤمن القوي بربه لا يقنط من رحمته، فمن ظلام الليل يشع نور الفجر، ومن قسوة الألم يشرق الخلاص، فليكن إيماننا بالله القادر المقتدر دافعاً قوياً لنثق في أمتنا شعوباً وقادة، ولنودع عهد الفرقة والشتات والضعف ونستقبل عهداً منالوحدة والقوة والعزة بالتوكل على الله ثم الصبر والعمل». وأعرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تطلعه إلى «أمة إسلامية موحدة وحكم يقضي على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة، تهدف للقضاء على العوز والفقر، كما أتطلع إلى انتشار الوسطية التي تجسد سماحة الإسلام، وأتطلع إلى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط أو تفريط». وأكد خادم الحرمين الشريفين أن النهضة يصنعها أمل يتحول إلى فكرة ثم إلى هدف، وأمتنا قادرة على تحقيق أهدافها، مستعينة بالله وحده مطمئنة إلى قوله الكريم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ووعده جل جلاله: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).