أطلق ناشطون مدنيون أكراد حملة لجمع تواقيع للمطالبة بمحاكمة رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير الذي وصفهم ب»المارقين»، فيما دعت كتلة «التحالف الكردستاني» الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في محاربة «العنصرية». وأنتشر شريط فيديو عبر مواقع «فايسبوك» و»يوتيوب» للصغير، وهو خطيب جامع «براثا» في بغداد، وقيادي في «المجلس الإسلامي الأعلى» بزعامة عمار الحكيم، يصف الأكراد بأنهم من «المارقة المذكورين في كتب الملاحم والفتن وسينتقم منهم الإمام المهدي المنتظر(الإمام الثاني عشر لدى الشيعة) حال ظهوره». ويمضي الصغير بالقول إن «أول حرب سيخوضها المهدي ستكون مع الأكراد، وإنه لن يقاتل أكراد سورية أو أكراد إيران وتركيا بل سيقاتل أكراد العراق حصراً»، وهو ما أثار موجة استياء في الأوساط الكردية. لكن الصغير عاد وأوضح في بيان نفى فيه وجود دوافع سياسية لتصريحاته وقال إن «الحديث بمجموعه الروائي لا خلفية سياسية له وهو قراءة لطبيعة ما جاءت به الروايات من دون أن يشار إلى موعد حصول ذلك، فقد تحصل بعد مئات السنين كما أنها قد تحصل في السنوات القريبة». وقال الناشط المدني سلام عبد الله ل»الحياة» إن «ما قاله الصغير نابع من العقلية الشوفينية ابتداء من معركتي جلولاء وشهرزور ولغاية عمليات الأنفال التي أبيد بها الشعب الكردي وهذه التصريحات تعتبر امتداداً لتلك السياسية، فالأكراد والعرب عانوا معاً من جرائم النظام السابق، ولا نفهم ماذا تعنيه هذه الهجمة في هذا الوقت لذلك أطلقنا حملة وطنية لجمع تواقيع لإدانة هذه التصريحات، ومطالبة الجهات الحكومية والتشريعية في الإقليم وبغداد بالتدخل». وأشار إلى أن «للحملة وقعاً كبيراً في الأوساط الإعلامية الكردية، وأوصلنا رسالة إلى البرلمانين في الإقليم وبغداد لاتخاذ القرار المناسب». إلى ذلك، قال الناطق باسم «التحالف الكردستاني» مؤيد الطيب ل»الحياة»:»إذا ثبتت صحة الفيديو فإننا ندين مثل هذه الأمور التي تحرض على الكراهية، والدستور المبني على التسامح وقبول الآخر يرفض التحريض ضد أي مكون»، مشيراً إلى أن «هذه القضية لا تعني الأكراد فقط بل كل العراقيين، وهي تدخل في إطار تأجيج الصراع الطائفي أو القومي، في حين نحن في حاجة إلى تعزيز روح التسامح. لقد سبق أن طالبنا بتأسيس جهة رقابية لتتولى مهمات مراقبة مثل هذه القضايا ورفعها إلى المحاكم كي نتجنب الاتهامات باتباع نهج طائفي، وهذا واجب الحكومة والدولة في اتخاذ إجراءات رادعة للتحريض على الكراهية». وعن طبيعة الإجراءات التي سيتخذها الإقليم قال طيب «لا أعلم ما ستقومه به حكومة الإقليم، ولكن للأشخاص العاديين الحق في رفع دعوى»، وأكد أن «هذه ليست المرة الأولى فقد سبق أن حرض عباس المحمداوي على قتل الأكراد، لذلك نطالب الحكومة بالدفاع عن جميع المكونات ومحاربة العنصرية والتحريض على الكراهية». وكان زعيم ائتلاف «أبناء العراق الغيارى» وزعيم ما يعرف ب «فوج 9 بدر» الشيخ عباس المحمداوي، وهو أحد المقربين من «حزب الدعوة» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، أمهل الأكراد الساكنين في المناطق العربية، على وقع الأزمة المتصاعدة بين أربيل وبغداد في نيسان (أبريل) الماضي، مدة أسبوع واحد «لترك مناطقهم والعودة إلى إقليم كردستان، أو مواجهة الموت». إلى ذلك، دان اتحاد علماء الدين الإسلامي في إقليم كردستان تصريحات الصغير في بيان جاء فيه «طالبنا الصغير بالاعتذار من الشعب الكردي فأصدر توضيحاً ويريد إخراج حديثه من إطار الصراعات السياسية ويربطه بزمن آخر، في وقت يعلم الجميع لماذا طرح هذا الموضوع في هذا التوقيت». وأضاف: «ندين بشدة هذه التصريحات، ونحن على يقين بأنها بعيدة عن شخصية دينية يجب أن تكون خطاباتها معبرة عن السلام والأخوة، ولكن هذا الكلام يهيئ الأجواء للفتنة بين الشيعة والأكراد، ويريد توجيه العراق نحو حرب طائفية».