شكّكت الحكومة التركية أمس، في نفي «حزب العمال الكردستاني» مسؤوليته عن تفجير أوقع 9 قتلى، بينهم 4 أطفال وامرأة وحوالى 70 جريحاً، في ثاني أيام عيد الفطر في مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية جنوب البلاد. وفي بيان نشرته وكالة «فرات نيوز» المؤيدة للأكراد، أكد الحزب المحظور أن «قواته لا علاقة لها إطلاقاً بالهجوم، ولا تهاجم مدنيين». لكنه استدرك أنه سيوصل عملياته خلال العيد، ولكن ضد أجهزة الأمن والجيش فقط. لكن حكومة رجب طيب أردوغان قللت من أهمية البيان وصحته، مشيرة إلى «حوادث سابقة حاول الكردستاني فيها التنصل من مسؤوليته عن تفجيرات أودت بمدنيين، ثم ظهر أن أحد أجنحة الحزب (صقور حرية كردستان) نفّذ الهجوم من دون أذن القيادة، كما برّر الحزب سابقاً». وكانت سيارة مفخخة فُجرت قرب قسم للشرطة في منطقة كارشي ياقه وسط مدينة غازي عنتاب مساء الاثنين. وأعلنت الشرطة أن السيارة أُحضرت إلى مكان الحادث قبل 4 دقائق من تفجيرها عن بُعد، مشيرة إلى أن رافعة سيارات جرت السيارة ووضعتها في المكان. وأضافت أن التحقيق جار مع سائق الشاحنة الذي «أدلى بمعلومات مهمة للشرطة» كما قال بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الذي سارع إلى مكان الحادث، متهماً «الكردستاني» بتنفيذ الهجوم الذي اعتبر أنه «يستهدف السلم الأهلي والتعايش بين مكونات المجتمع التركي». وأعلن أتالاي أن أردوغان سيزور غازي عنتاب اليوم، وحضّ السكان على «الهدوء وضبط النفس»، وذلك بعد تنظيم مئات من أهالي المدينة تظاهرة الى مقرّ «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، محاولين حرقه. وغازي عنتاب من أهم وأغنى مدن جنوب تركيا الصناعية والمتطورة، وتضمّ بين أبنائها قوميات تركية وكردية وعربية، وهي المدينة التوأم لحلب في سورية، وفق اتفاقات التعاون التجاري المبرمة بين أنقرة ودمشق. وأوردت وسائل إعلام تركية أن الاستخبارات السورية متورطة بالتفجير، واعتبرت أنه نُفِّذ بدفع من الرئيس بشار الأسد، انتقاماً من توفير تركيا دعماً لوجستياً ل «الجيش السوري الحر» في حلب وشمال سورية. وفتحت تركيا في غازي عنتاب التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن الحدود السورية، مركزاً لتلقي مساعدات دولية للنازحين السوريين. لكن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض في تركيا كمال كيليجدارأوغلو رفض تلك التقارير الإعلامية، وحضّ الصحافة على التمهّل قبل اتهام جهة محددة. كما حذر من استغلال «جهات» الحادث، لدفع تركيا إلى مغامرات منفردة في سورية، لكنه طالب في الوقت ذاته باتخاذ «موقف حازم من الإرهاب». وأتى التفجير فيما صعّد «الكردستاني» هجماته في تركيا، إذ بدأ قطع طرق وخطف ساسة وموظفين حكوميين في محافظات الجنوب. «أصالا» في غضون ذلك، نشرت وسائل إعلام تركية «بياناً» نسبته إلى منظمة «أصالا» الأرمنية المسلحة، يهدد حكومة أردوغان وتركيا، إن واصلت سياساتها إزاء الأزمة السورية، والتي اعتبرت أنها «تهدد سلامة المواطنين الأرمن في سورية». ومنظمة «أصالا» التي تمركزت في جنوب لبنان، سعت إلى قتل ديبلوماسيين أتراك، بين 1973 و1985، حتى القضاء عليها.