قال خبراء اقتصاديون حضروا أخيراً عرضاً لتقرير معلومات الخدمات لعام 2008 في مركز مؤتمرات أرامكو السعودية في مدينة الدمام أن 30 في المئة من الشركات السعودية تهمل خدمات الإمدادات المساندة الأمر الذي يتطلب زيادة التثقيف والندوات المتخصصة في هذا المجال، وقد تضمن تقرير أعدته شركة «هلا» لخدمات الإمدادات المساندة في المؤتمر، دراسة تفصيلية وشاملة حول سلسلة خدمات الإمدادات وصناعة الخدمات اللوجستية. واستعرض معلومات خدمات الإمدادات المساندة 2008 الاستراتيجيات والمفاهيم والأنشطة المتعلقة بصناعة خدمات سلسلة الإمدادات والدعم اللوجستي في السعودية من خلال تحليل المسح الشامل. وشكل التجاوب والمعلومات التي وفرتها جميع القطاعات والصناعات الرئيسية في المملكة أحد أهم عناصر بناء الدراسة، والتي تناولت مواضيع شملت مشكلات عدة، من أبرزها تدني كلٍّ من مستويات الخدمة ومستويات «التعهد الخارجي»، معايير التعاون والوضوح، استخدام تكنولوجيا المعلومات، إضافةً إلى مدى التأثيرات السلبية لزيادة التعقيدات وارتفاع الطلب على إدارة سلسلة الإمدادات. وسلط التقرير الضوء على مجموعة من النتائج ينحصر أبرزُها في أن تدنّي مستويات الخدمة بسبب ارتفاع الطلب والحاجات المتغيرة والنقص في المهارات، وأن إدارة الأعمال المتعلقة بالخدمات اللوجستية تتم داخل الشركات عموماً، ويتم تعهيد عمليات النقل الأساسي لأطراف أخرى، كذلك تتم مبادرات التحسين والتطوير داخلياً أيضاً محققةً مستويات نجاح منخفضة، وهذا ليس مستغرباً، خصوصاً في ظل وجود عقبات واضحة وتحديات عديدة أبرزُها تواضُع مهارات وكفاءات الموظفين والمستوى المنخفض لاختبارات الأداء، كما أن رُبع المستجيبين تقريباً لم يكونوا على درايةٍ بالكلفة الحقيقية لخدمات شركات الإمدادات التي يتعاملون معها، بل كان معظمهم ينظر مباشرة إلى تقويم الأنشطة اللوجستية عند تقدير التكاليف. بينما ترى نسبة 49 في المئة أن شركات خدمات الإمدادات التي يتعاقدون معها تقدم لهم تكلفة أقل بنسبة 10 في المئة من المبيعات، وهي نسبة منخفضة إلى درجة غير منطقية. وتعتقد شركة «تيرانوفا» التي أجرت الدراسة أن الشركات في السعودية لا تقوم باحتساب كلفة النقل الثانوي وأجور مساحات تخزين البضائع عند تقدير هذه الكلفة. ويرى التقرير أيضاً أن تقلبات السوق وارتفاع مستوى الطلب وزيادة التعقيدات ونقص المهارات تستدعي جميعها إعادة التفكير في طريقة أفضل تمكن الشركات من خدمة وتسويق مبيعاتها عالمياً، ويتوجب على مديري خدمات الإمدادات في المنطقة التماشي مع إعادة النظر والتفكير في هذا الأمر. وأفاد بأن هناك قناعةٌ عامة أن النجاح في مجال الأعمال ينحصرُ في مجالات التسويق والمبيعات فقط، وأن الإدارة المتميزة لخدمات سلسلة الإمدادات هي من أبرز وأهم الوظائف التي تساعد على تحقيق ذلك، وأن بيئة سلسلة الإمدادات والخدمات اللوجستية في السعودية لا تزال تحملُ مفهوم «قم بالعمل بنفسك» بشكل أساسي. وقد تم اتباع هذا النهج لضمان استمرار القدرة على التحكم والضبط، ولكنه في الوقت نفسه السبب الرئيسي وراء ارتفاع التكاليف وانخفاض مستويات الخدمة. وعلى الصعيد العالمي، حقق أسلوب «التعهد الخارجي» مستويات عالية من النجاح. أوضح مدير تطوير الأعمال في شركة هلا لخدمات الإمدادات المساندة بيتر سبارووتر أن «تقرير معلومات خدمات الإمدادات المساندة للعام 2008 بين بكل وضوح أنه على رغم أن الشركات تدركُ تماماً أهمية سلسلة الإمدادات واستراتيجيات إدارة الخدمات اللوجستية ودورها في تحقيق نجاحاتها، إلا أنه لايزال هناك العديد من أوجه القصور في الممارسات الحالية في هذه الصناعة». ويستنتج التقرير أنه يجب دمج بعض الوظائف الرئيسية ضمن استراتيجيات إدارة سلسلة الإمدادات. وأضاف سبارووتر: «يجب التأكيد على أن القيمة والفائدة الكبرى التي ستنتج عن تحسين إدراكنا لدور سلسلة الإمدادات والخدمات اللوجستية في المملكة هي التأكد من أن فوائد وإيجابيات الارتقاء بهذه القطاع ستعود على جميع جوانب هذه الصناعة ودعم قدرتها وإمكاناتها الكلية».