غداة تصريح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال احياء «يوم القدس» بأن اسرائيل «ورم سرطاني سيزول قريباً»، ما اثار انتقادات دولية كثيرة، اعلن قائد القوة الجو-فضائية في «الحرس الثوري» العميد أمير علي حجي زاده، ان بلاده ترحّب بضربة اسرائيلية «لأنها ستمنحها الفرصة لتخليص الإنسانية من هذه الغدة السرطانية». واشار الى انه «في حال قرّرت اسرائيل تنفيذ تهديداتها بضرب المنشآت النووية الايرانية، سيكون ردنا سريعاً وحازماً ومدمراً، وسننتقم بالكامل لدماء الشهداء المظلومين في فلسطينالمحتلة ولبنان والعلماء النوويين الإيرانيين وآلاف من الشهداء الآخرين». وخلال الاسابيع الاخيرة، تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن قرب شن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية، ثم أثار الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز جدلاً الخميس الماضي، حين اعتبر من «الواضح ان اسرائيل لا تستطيع مهاجمة ايران من دون الولاياتالمتحدة». ويرى مسؤولون اسرائيليون كبار ان القرار النهائي في شان شن هجوم لم يتخذ بعد، بسبب استمرار الخلافات بين اعضاء الحكومة، وعدم رضا القيادة العسكرية عن الذهاب للحرب من دون نيل مساندة اميركية. لكن مقربين من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقولون إنه «ربما يشعر بأنه مجبر على التحرك اذا لم يوضح الرئيس الأميركي باراك اوباما خطوطه الحمر في الاسابيع المقبلة». وقال مسؤول إسرائيلي بارز رفض كشف اسمه: «لا ترى طهران ان ضربة اميركية تلوح في الافق، وهي واثقة من ان واشنطن ستمنع اسرائيل من مهاجمتها، لذا تبحث اسرائيل عن بيانات عامة اقوى من اوباما، إما عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة او في منتدى آخر، ما يمكن ان يغير من تقويم إيران». ولا يستبعد بعضهم جر إسرائيل الولاياتالمتحدة الى الحرب عبر عمل متهور يجعل أوباما يواجه ضغطاً داخلياً لا يقاوم لمساندة اسرائيل. وينتظر ان يبحث نتنياهو الأزمة مع اوباما خلال انعقاد الجمعية العامة في نهاية ايلول (سبتمبر) المقبل، لكن إيهود ياري الباحث في معهد الأميركي لسياسة الشرق الادنى استبعد كون نتنياهو جاداً في خوض اسرائيل حرباً بمفردها. تشكيك أميركي ويشكك مسؤولون اميركيون في نية القيادة الاسرائيلية إحراج اوباما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وقال ديبلوماسي اميركي في اسرائيل إن «ضربة أحادية لإسرائيل ستكون ضرباً من الحماقة». ورداً على تصريحات نجاد اول من امس، ابدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استياءه من «مضمونها المسيء والتحريضي الذي يهدد وجود إسرائيل»، داعياً جميع قادة المنطقة الى «تكريس أصواتهم في خدمة تخفيف التوتر، وليس افتعال تصعيد للتوتر». ووصفت واشنطن التصريحات بأنها «صادمة وحاقدة»، فيما نددت باريس بالاستفزازات الجديدة «المهينة وغير المقبولة» لنجاد، مؤكدة انها «لن تقبل ابداً المس بحق اسرائيل في العيش بسلام».