نوقشت في كلية العلوم في جامعة الإسكندرية أطروحة دكتوراه للباحث طارق عدنان عن لقاح ضدّ تسمّم الدم «سبتيسيميا» Septicemia، تعتبر الأولى التي تحصل على براءة اختراع في سياق مناقشتها. واستندت الأطروحة إلى دراسة وبائية شملت 6232 مريضاً بتسمّم الدم في مستشفيات الإسكندرية. ويُعرّف تسمّم الدم بأنه إصابة بميكروبات يصاحبها ردّ فعل التهابي يترافق مع تسمّم حاد، ثم صدمة سُمّية يصاحبها فشل جماعي في وظائف أعضاء الجسم، ما يفضي إلى الوفاة. ويحدث التسمّم عندما لا تستطيع مناعة الجسم السيطرة على الإصابة الأولية. وصُنِعَ اللقاح من مُكوّنات من البروتين والسكّر المرتبطة بالدهون، إضافة إلى أنه يتمتّع بالقابلية على التجفيف، ما يغني عن استخدام مواد حافظة ويطيل مدّة تخزينه. مرض فتّاك حصد مرض تسمّم الدم أرواح ملايين البشر على مر التاريخ. ويعتبر مرضاً معقّداً، لأن ميكروباته لا تُشخّص إلا في نصف الحالات أو خُمسُها، كما أنها تُظهِر مقاومة عالية للعلاج بمُضادات الحيوية («أنتي بيوتيك» Anti Biotic). وتظهر نتائج زرع عيّنات الدم بعد ما يزيد على 48 ساعة، ما يؤخّر العلاج الفعّال. وتتجدّد الإصابة به عند ما يزيد على ربع الحالات. لذا، تتزايد أعداد المُصابين بتسمّم الدم سنوياً بنسبة تصل إلى 13.7 في المئة، ويصل معدل وفياته إلى 70 في المئة. وأثبتت الدراسة غياب العلاقة بين نوع الميكروب المُسبّب لتسمّم الدم، وبين جنس المريض أو فصول السنة، مقابل وجود علاقة مع حال المُصاب مرضياً، خصوصاً الاضطراب في المناعة والاعتماد على قساطر الدم أو البول. ولأكثر من أربعة عقود، ركّزت البحوث على صنع أدوية ولقاحات تتعامل مع الغلاف الخارجي للميكروبات المتّصلة بالتسمّم، مع انتقال البحوث من التركيز على مُكوّن مُحدّد إلى آخر. وعبر تجارب ممنهجة بدقّة، توصّل الباحث عدنان إلى لقاح يعتمد على مُكوّنات في الغلاف الخارجي للميكروب، لم يسبق للباحثين التعامل معها. وجاء اللقاح آمناً وخالياً من الآثار الجانبية أيضاً، إضافة إلى رخص ثمنه وسهولة تخزينة. ودرس عدنان أنواعاً من البكتيريا معتمدة عالمياً، إذ تُنتج اصطناعياً عبر تقنيات بيولوجية متطوّرة، من سُلالات معرّفة دولياً.