قررت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في الاتجاهين لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم، وذلك بعد ساعات قليلة على انتقاد وزير الداخلية في حكومة «حماس» في غزة فتحي حماد بشدة «مصر بعد الثورة» في ظل حكم الرئيس «الإخواني» محمد مرسي. وقال مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» في القاهرة إن معبر رفح سيعاد تشغيله في غضون 24 ساعة، موضحاً أن «الحملة الأمنية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة على أرض سيناء لمواجهة الجماعات الإرهابية تطلبت تعليق العمل في المعبر في شكل موقت... أي إغلاق معبر رفح جاء فقط إلى حين استكمال الخطة الأمنية والانتهاء من تنفيذها». ولفت إلى المخاطر التي قد يتعرض إليها المسافرون خلال هذه الحملة الأمنية الموسّعة وغير المسبوقة من أجل تطهير المناطق الجبلية في سيناء وردم الأنفاق على الحدود المصرية - الفلسطينية. وأضاف: «اتخذنا تدابير كثيرة من ضمنها إغلاق معبر رفح في شكل موقت لضمان سلامة المسافرين، وذلك حتى تحقق الحملة الأمنية أهدافها وهي وضع حد للعناصر الإرهابية المنتشرة شمال سيناء». ورفض بشدة توصيف إغلاق معبر رفح في وجه أهالي قطاع غزة بالعقاب الجماعي، وقال: «إغلاق المعبر كان إجراء موقتاً»، نافياً ما تردد عبر وسائل الإعلام من أن «حماس» ضالعة في مجزرة رفح، وقال: «المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام في هذا الصدد في معظمها غير دقيقة، وهي اجتهادات غير مبنية على معلومات دقيقة وموثوقة». وأضاف: «لا يمكننا اتهام جهة ما بأنها متورطة في مجزرة رفح»، لافتاً إلى أنه «سيتم الكشف عن الجناة الحقيقيين والعناصر المتورطة في المجزرة فور الانتهاء من التحقيقات». وقال: «سنعلن عن الحقائق ولن نخفي شيئاً... لكننا لم ننته بعد من فحص الجثث التي تسلمناها للمجرمين الذين ارتكبوا المجزرة... وما زال أمامنا عمل كثير في خصوص ما لدينا من أدلة وشواهد»، مؤكداً أنه سيتم الكشف عن ملابسات هذه المجزرة البشعة. وفي غزة، أبدى وزير الداخلية في تصريح نشرته وزارته على موقعها على الإنترنت أمس استغرابه من استمرار إغلاق معبر رفح وفتح المعابر مع إسرائيل، وقال إن استمرار إغلاق المعبر «أدى إلى ظهور أزمات مختلفة وأضرار كبيرة تلقي بكاهلها على المواطنين». وطالب مرسي ب «اتخاذ قرار عاجل وفوري بفتح معبر رفح في الاتجاهين وعلى مدار الساعة»، مشدداً على أنه «إن لم تكن فلسطين بين أعينكم، فعليكم تعديل البوصلة والمسار». وتساءل: «ما ذنب غزة أن يُضيّق عليها وفي الوقت ذاته تُفتح معابركم مع الاحتلال؟». وطالب مصر بأن «لا تعود إلى الوراء»، معتبراً أن «مصر الثورة يجب أن تكون حاضنة للقضية الفلسطينية، ففلسطين ومصر كيان واحد لم يتجزأ منذ أزل التاريخ». وقال إن معبر رفح «المتنفس الوحيد لقطاع غزة الذي عانى كثيراً من سياسة الإغلاق المتكررة في عهد النظام المصري السابق». وطالب ب «الإيعاز بعودة العمل على معبر رفح لتخفيف معاناة الفلسطينيين الراغبين بالسفر من الطلاب والمرضى وحملة الإقامات والمعتمرين». واعتبر أن «فتح المعبر في شكل دائم وإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين حل لمعظم مشاكل قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والحصار المستمر منذ ست سنوات». وشدد على أن القطاع «لا يحتمل إغلاق المعبر، ما يزيد الأوضاع الإنسانية سوءاً مع تكدس أعداد قوائم المسجلين في كشوف وزارة الداخلية للسفر التي وصلت إلى عشرات الآلاف».