أعلنت السلطات الإيرانية إنهاء عمليات الإنقاذ، بعد مقتل أكثر من 300 شخص وجرح 2500، إثر هزتين ضربتا شمال غربي البلاد، وأدتا إلى دمار هائل وتشريد آلاف من السكان. وضربت الهزتان إقليم أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران، بفارق 11 دقيقة. وأفادت وكالة «مهر» بأن الهزة الأولى ضربت منطقة أهر، وكانت بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر، والثانية منطقة ورزقان وبلغت قوتها 6 درجات. وأعقب الهزتان 60 هزة ارتدادية. والمباني في مدينة تبريز، عاصمة إقليم أذربيجان الشرقية المجاور لأذربيجان وأرمينيا، مشيّدة في شكل جيد، لكن المنازل والمتاجر في القرى الإيرانية تُبنى غالباً من الأحجار أو الطوب، ويمكن أن تنهار في زلزال قوي. وفرّ الآلاف من منازلهم وبقوا في مخيمات موقتة أو ناموا في الشوارع، فيما رجّح مسؤولون إيرانيون ارتفاع عدد الضحايا، كما عمِل أكثر من ألف من عمال الإنقاذ لإخراج محاصرين تحت الأنقاض والوصول إلى قرى نائية متضررة. ولدى حدوث الهزتين، كان معظم الرجال في الحقول في موسم الحصاد، فيما كان الأطفال والنساء في المنازل، استعداداً للإفطار. وقالت فتاة في ال13 من العمر: «فقدت شقيقتي التي تبلغ 16 سنة، وشقيقي البالغ 8 سنوات». وفي قرية باجه باج، قال علي رضا حيدري خلال قيادته جرافة لإزالة انقاض مساكن انهارت بعد الهزة: «هذه القرية تشبه مقبرة جماعية. الهزة دمّرت قرى بنسبة مئة في المئة». دمار وقتلى ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن رئيس الهلال الأحمر الإيراني محمود مظفر أن 300 قُتلوا وجُرح 2500، مشيراً إلى توزيع 16 ألف خيمة على مشردين. وأضاف إن ثمة 92 فريق إغاثة يضم 9 آلاف شخص، فيما أعلنت وزيرة الصحة مرضية وحيد دستجردي إن الحكومة أرسلت إلى أكثر المناطق تضرراً، 48 سيارة إسعاف و500 كيس دم. لكن وكالة «مهر» أفادت بأن المستشفى في ورزقان، حيث يعمل طبيبان فقط، يعاني من نقص في الإمدادات الطبية والغذاء، ويكافح لاستيعاب حوالى 500 جريح. ونقلت (إيسنا) عن مسؤول في الهلال الأحمر إن 20 قرية دُمرت تماماً، فيما عانت 130 قرية دماراً بنسبة 70 في المئة، مشيراً إلى أن أكثر من ألف قرية تضرّرت من الهزتين. وقال قائد شرطة المنطقة محرم فروغي إن «12 قرية دُمرت بالكامل في ورزغان، كانت كلّ منها تضم بين 900 وألف نسمة وقُتل 40 في المئة منهم». ووصل إلى المنطقة المنكوبة وزير الداخلية مصطفى محمد نجار، مع وزيرة الصحة ورئيس الهلال الأحمر، ل «تقويم الوضع وتنظيم العمليات». وأكد نجار أن الرئيس محمود أحمدي نجاد «مهتم جداً بالقضية ويتابع مسألة إغاثة المنكوبين منذ اللحظة الأولى للهزتين»، مشيراً إلى أن «إيران لا تحتاج إلى مساعدة (خارجية) وتنفذ عمليات الإغاثة والإنقاذ من خلال إمكاناتها الداخلية، وذلك على رغم اتصالات خارجية لمساعدة المنكوبين»، بينها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن الهلال الأحمر التركي أعلن أنه أرسل شاحنة محمّلة إمدادات طوارئ. وأعلن حسن قدمي، رئيس مكتب إدارة الأزمات في وزارة الداخلية الإيرانية، «انتهاء عمليات الإنقاذ، لم يعد هناك أحد تحت الأنقاض». لكن إيرانيين انتقدوا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التغطية الضعيفة للهزتين، على شاشة التلفزيون الرسمي، فيما لفت بعضهم إلى أن صحيفتي «كيهان» و «رسالت» المحافظتين، لم تشيرا إلى الهزتين في عددهما الصادرين أمس. وتقع إيران على خطوط صدع رئيسية وشهدت هزات وزلازل مدمرة في السنوات الأخيرة، أحدها عام 2003 دمّر مدينة بم التاريخية جنوب شرقي البلاد، وأدى إلى مقتل حوالى 30 ألف شخص. منازل دمرتها الهزة (رويترز)