أكّد وزير المال المصري رئيس لجنة النقد والمال في صندوق النقد الدولي الدكتور يوسف بطرس غالي، أهمية زيادة الإنفاق العام كإحدى الوسائل، لمواجهة تداعيات أزمة المال على التباطؤ الاقتصادي وتراجع الدخول وارتفاع معدلات البطالة في العالم. وحذّر من تعارض أثر السياسات المالية التوسعية التي تنتهجها الدول الكبرى مع مصلحة الدول النامية. وأشار في هذا الإطار إلى ثلاث قضايا، الأولى أن الدول النامية والأسواق الناشئة قد لا تملك الموارد المالية التي تسمح لها بانتهاج سياسات مالية توسعية، وقد لا تمتلك ايضاً الموارد اللازمة لدعم عمليات توسيع شبكات الضمان الاجتماعي خلال الفترة المقبلة، بهدف مواجهة انخفاض الدخول وزيادة معدلات الفقر وتوفير الحماية الاجتماعية الأساسية لشعوبها. وأكّد غالي أن القضية الثانية تتمثل في أن السياسات الحمائية التي قد تلجأ إليها دول كبرى في تيسير تمويل الاستثمارات المحلية على حساب تمويل الاستثمارات الدولية، تحد من فرص حصول الدول النامية على تمويل لمشاريعها التنموية بشروط مناسبة. وأوضح غالي أن القضية الثالثة تتمثّل في أن كيان مجموعة العشرين - التي تعتبر مجموعة غير رسمية مكونة من 19 دولة من أكبر دول العالم إضافة إلى الاتحاد الأوروبي- ، لا يمثّل دول دول العالم كلها في أي حال. وفي المقابل يوجد صندوق النقد الدولي الذي تم إنشاؤه باتفاق دول ويشمل في عضويته 185 دولة. وفي هذا الصدد أشار غالي إلى أهمية دعم الصندوق وتطوير أدوات الرقابة المالية وأدوات التمويل المتاحة ليستطيع أن يقوم بدوره الرقابي في صورة أفضل وأن يقدم الدعم الفني والمالي إلى الدول النامية والمتعثرة خلال الفترة المقبلة. ورد كلام غالي خلال مشاركته في حلقة نقاش نظّمها المعهد الملكي للدراسات الدولية» تشاتنام هاوس» في لندن بعنوان» قمة لندن.. منظور مجموعة العشرين من زوايا متعددة». وأدارها مدير المعهد الدكتور روبين نيبلت، بمشاركة كل من لورد مالوك براون، المبعوث الخاص لرئيس وزراء بريطانيا لشؤون مجموعة العشرين، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مورغان ستانلي ستيفن روتش، ومديرة إدارة البحوث في المعهد الدكتور باولا سوباتشي، ومبعوث البيت الأبيض لشؤون مجموعة العشرين دان برايس. وتركّز النقاش حول خطورة سيطرة السياسات الحمائية على أجندة القمة، وأهمية زيادة الطلب المحلي من خلال الإنفاق العام من أجل دعم معدلات النمو، وأهمية إصلاح نظم الرقابة المالية العالمية. و أشار لورد مالوك براون إلى أهمية توسيع دائرة الدول المشاركة في قمة لندن، بحيث دعت بريطانيا عددًا من الدول والمنظمات الدولية من خارج المجموعة إلى حضور القمة، مثل إثيوبيا، بصفتها رئيس مجموعة النيباد، إضافة إلى رئيس كل من الاتحاد الإفريقي ورئيس بنك التنمية الأإفريقي. ورحّب لورد مالوك براون بمشاركة يوسف بطرس غالي، مشيرًا إلى أهمية مشاركته بحيث أنه يمثل، من خلال منصبه كرئيس اللجنة النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي، مصالح أكثر من 185 دولة أخرى من غير أعضاء مجموعة العشرين، غالبيتها من الدول النامية والأسواق الناشئة، إضافة إلى دول أوروبية وآسيوية ذات الاقتصادات الصغيرة. جدير أن «تشاتنام هاوس» يعد أحد أهم معاهد الدراسات الاقتصادية والمالية الدولية المعاصرة على مستوى العالم.