أكد رئيس الحكومة العراقية المكلف حيدر العبادي حرصه على إقامة علاقات إستراتيجية مع تركيا، واتفق مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية، على «محاربة الارهاب»، فيما اكد رئيس القائمة «الوطنية» إياد علاوي أن اختيار العبادي لمنصب رئيس الحكومة يؤكد أن إيران «لاعب مهم في المنطقة». وأفاد بيان لمكتب العبادي أمس أنه تلقى مساء الخميس اتصالاً هاتفياً من أردوغان، ركزا خلاله على أهمية «تمتين العلاقات والعمل معاً لمحاربة الإرهاب». وشهدت العلاقات العراقية– التركية في العامين الأخيرين تراجعاً ملحوظاً، إذ تبادل رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي مع أردوغان اتهامات بدعم الإرهاب والمليشيات. وقال رئيس قسم العلاقات الخارجية في كلية العلوم السياسية حميد التميمي ل «الحياة»، إن التقارب التركي العراقي يأتي في سياق دعوات الدول الأوروبية وأميركا إلى التنسيق بين حكومات دول وطالب رئيس الوزراء المكلف بضرورة استغلال الدعم الدولي لتقوية وترميم العلاقات مع الجميع، بخاصة الدول التي ساءت علاقتنا بها في الفترة الماضية». وأشار إلى أنه «ليس من مصلحة تركيا تدهور العلاقة مع بغداد، والعكس صحيح، فكلا البلدين سيتضرر كثيراً». الى ذلك، قال علاوي في بيان امس إن «تسمية العبادي رئيساً للحكومة يؤكد أن إيران لاعب مهم في المنطقة، وبصماتها أصبحت واضحة ليس على العراق فحسب بل في بلدان كثيرة، وتخليها عن المالكي جاء لأنها تمتلك معطيات خاصة بها حول هذا الموضوع». وأضاف:»على إيران أن تتعامل مع القضية العراقية بشكل مبني على الاحترام وعدم التدخل في سيادته»، مبيناً أن «ما يهمنا كعراقيين في النهاية أن يكون القرار عراقياً داخلياً يصب في مصلحة البلد، وان لا يكون لإيران ولا غيرها أي تدخل». وزاد أن «تغيير الوجوه لا يعني أن العراق أخذ دوره في المنطقة، فتقدم البلاد يحتاج إلى خارطة طريق واضحة، والتغيير الذي حصل يشكل بارقة أمل يجب أن نحسن استثمارها وتحويلها إلى واقع من ثم برنامج ومنهج ينأى بالعراق عن الطائفية السياسية ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقية قادرة على بناء مؤسسات الدولة بعيداً من الطائفية والمحاصصة والاجتثاث والتهميش». وحذر من استمرار الانقسام العراقي، وقال إن «استمرار هذا الانقسام سيجرنا إلى ما لا تحمد عقباه». وتؤكد مصادر العبادي أنه يخوض مفاوضات صعبة لتشكيل حكومته، فالقوى السنية والكردية تريد حل قضايا عالقة منذ سنوات مثل ملفات اجتثاث البعث وقانون الإرهاب والتوازن في المؤسسات والأقاليم، ومرتبات البيشمركة، وعائدية المناطق المتنازع عليها. في المقابل تضغط قوى شيعية من داخل «التحالف الوطني» للحصول على وزارات ومناصب تنفيذية رفيعة، تربك خريطة توزيع مقاعد الحكومة، وترى المصادر أن فكرة الترشيق الحكومي التي أشار إليها العبادي، في بيان سابق، قد لا يتمكن من تحقيقها بسبب الحاجة الى تمثيل القوى الرئيسية في حكومته.