تفصل 60 عاماً من التطوّر الصناعي والتقني بين سيارة شفروليه كورفيت الأولى، الطراز التجريبي موتوراما XP-122، والسيارة الأخيرة أو «النسخة التذكارية» كورفيت 427 المكشوفة لسنة 2013. ولا يجمع بين السيارتين أيّ مكوّن مشترك، غير أنّ الارتباط النظري واضح بين الجيلين الأول والسادس من هذه السيارة الأسطورية. فبينما تغيّرت ملامح التصميم عبر ستة أجيال، لا يزال العامل الذي تتمحور حوله تلك الملامح هو ما يجعل كورفيت تبدو كسيارة كورفيت! ويوضح توم بيترز، مدير تصميم سيارات الأداء لدى جنرال موتورز، أن «مظهر كورفيت الذي يمكن تمييزه فوراً لا يأتي فقط من ملامح التصميم المشتركة، بل من كيفيّة مزج هذه الملامح مع بعضها بعضاً لخلق الشكل الملفت». ويشبّه هذه السيارة ب «فرقة أسطورية، مثل رولينغ ستونز. فطوال عقود كان أعضاؤها يستخدمون الآلات الموسيقية ذاتها. لكنّ تغييرهم لأسلوب التأليف جعل ما يقدّمونه يبدو جديداً من حيث الأحاسيس والشخصيّات. وعلى رغم الشخصيّات المتغيّرة في أغنياتهم، فإنّ تمييز الموسيقى على أنّها لرولينغ ستونز يبقى فورياً». وهذا ما ينطبق على طراز الجديد 427 المكشوف لا يحمل أي عنصر تصميمي مشترك مع مثيله العام 1953. لكنّ تمييز الطرازين كسيارتي كورفيت سهل جداً، حتّى على بعد 100 متر، وفق بيترز. وعموماً، لدى كل كورفيت نسب مماثلة من المسافة الطويلة بين العمود A والمحور الأمامي، إلى المؤخرة القصيرة والنوافذ الصغيرة على مدار السيارة. ويلفت بيترز إلى أن مصمّمي كورفيت «غالباً ما اطلعوا على الطائرات الحربية لاستيحاء أفكار منها. ويمكنك مشاهدة تأثير الطائرات على كورفيت عبر وقفتها العريضة والمنخفضة، ومقصورة القيادة الصغيرة نسبياً، وكيفية التفاف الجسم حول المكوّنات الميكانيكيّة». ومن ملامح التصميم الخاصة والبارزة التي تتشارك فيها أجيال كورفيت، أسلوب إنحدار جزء من الجسم الخارجي نحو مقصورة القيادة بين ظهور المقاعد، الذي اعتمد في الجيل الأول من كورفيت المكشوفة. ومنذ ذلك الوقت، أعيد استعمال تأثير «الشلال» لجعل الإنتقال من الجسم الخارجي لكورفيت إلى داخلها سلساً وخفيّاً. وأحد ملامح التصميم العريقة الأخرى الخاصّة بكورفيت التي تستوحى من الطائرات المقاتلة هو مقصورة القيادة المزدوجة والدائرية، التي استحدثت هذه المقصورة عندما كان الأميركيون منشغلين بالرحلات الفضائية، فباتت تعكس قوة الأداء بصورة تلقائية. ولا تزال المقصورة الداخلية تعكس الطابع الرياضي لكورفيت، مع سهولة الوصول إلى أزرار التحكّم الأساسية واستخدامها. وبينما تميّزت جوانب سيارات كورفيت بعنصر من الكروم يشبه الرمح بين العامين 1953 و1955، جاء طراز العام 1956 بتجويف جانبي منحوت في جسم السيارة خلف العجلات الأمامية. وعلى رغم تكرار إعتماد شكل هذا التجويف ووظيفته على مرّ السنين، بات التجويف أو الفتحة الجانبية عنصراً خاصاً بتصميم جانبي كورفيت. كما ان التصميم المدروس لمؤخرة كورفيت يعتبر من العوامل التي ميّزت كورفيت دائماً. ويشرح بيترز أنّ الأمر لا ينحصر في استعمال مصباحين دائريّين على كل جهة (منذ العام 1961)، بل استكمال العلاقة بين تلك المصابيح وماسورتي العادم وفتحة لوحة التسجيل وبين النسب العريضة والمنخفضة لكسم كورفيت. يذكر أن كورفيت الأولى خرجت من مركز فلينت لتجميع السيارات في ميتشيغن يوم 30 حزيران (يونيو) 1953. وكانت الخطة المبدئية تقضي بإنتاج نحو 150 سيارة، لتساهم في جذب العملاء المحتملين إلى وكلاء شفروليه المنتشرين عبر الولايات الأميركية ال48 حينذاك. وضاعف الطلب الهائل حجم الانتاج في السنة الأولى إلى 300 سيارة. وفي السنة التالية، انتقلت كورفيت إلى مركز تجميع لجنرال موتورز في سانت لويس، حيث صنعت 3640 سيارة... وتجاوز العدد حالياً 1.5 مليون وحدة.