قال وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، في رده على مداخلة في إحدى المناسبات، حول اختطاف فرص العمل من الشباب السعودي من عمالة ومستثمرين أجانب أوجدوا لهم تكتلات، من شأنها إبعاد السعوديين عن المنافسة، أن العمالة الأجنبية السائبة والمستثمر الأجنبي وجهان لمشكلة كبيرة لا تقف خطورتها على الشباب، بل إنها قائمة على التستر التجاري. الوزير النشط الناجح اعتبر أن التستر التجاري في هذه الحال عمل خطر يقوم على شخصية وهمية، وهو التعامل مع الشخص غير الشخص الحقيقي، إذ يبدأ في المشروع، ويحصل على الأرباح بأية طريقة كانت، ومن ثم يغادر من دون أدنى مسؤولية منه، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الاقتصاد السعودي. يبدو واضحاً أن الوزارة تعي أهمية رقابة التستر التجاري، وكذلك تقوية أنظمة التستر، فالوزير أضاف: «ما زالت الأنظمة التي تساعدنا على مكافحة التستر تحتاج إلى تقوية بشكل أكبر وعقاب بشكل أعنف، وهذا تحدٍ كبير، وأحد همومنا التي نطمح لمحاربتها، وقريباً ستروج حملات التشهير في موضوع التستر». حسناً قال، وهو من قبل يفعل حسناً في كثير من الاتجاهات، وهو لو نجح أو قارب النجاح في اتجاه مكافحة التستر، فسيحقق لوطنه ومواطنيه وحكومته التي استأمنته حلماً قديماً، سيترتب على تحقيقه توطين بلايين الريالات في الدورة الاقتصادية المحلية، وسيترتب عليه - وأقولها جازماً - تغيير السلوك العام للشباب، لبعض الشباب، وتغير مفاهيم اجتماعية محدثة أضرت بالمنظومة الفكرية الجمعية، وأفرزت سلبيات كثيرة تبدأ من كسل وخمول الشباب، ولا تنتهي عند المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية التي يرصدها الاختصاصيون. لقد استمرأت شريحة كبيرة من المواطنين أكل مال قليل ممن يعلمون أنه يربح كثيراً، وهي تعتبر ذلك جزءاً من الشطارة واللف على أنظمة الحكومة، وأنظمة الحكومة هنا تتيح ذلك، أما لعدم ردعها كما يشير الوزير، أو لأنها لا تتواءم وأرض الواقع التي أخذ فيها التستر شكلاً قريباً جداً من النظامية في ما يتعلق بأوراق الجوازات، والبلديات، والتجارة.في كل حي، وكل مدينة، يعرف الناس أن العامل الأجنبي هو المالك الحقيقي للمشروع، ويعرفون أيضاً أن المنافسة معهم شبه مستحيلة في بلد لا تستطيع وزارة العمل ووزارة التجارة، أو حتى حقوق الإنسان، أو ما شئت من الوزارات أن تفرض ساعات عمل محددة للمحلات التجارية، تجعل الشباب يعودون للعمل في محلاتهم كما كانوا يفعلون، عندما كانت صلاة العشاء أقصى وقت يصل إليه صاحب المحل في ساعات عمله. نحن معك يا وزير التجارة، لكنك تحتاج إلى ثقافة عقابية صارمة، وإلى توعية الناس أن مصلحتهم العليا وعلى المدى الطويل، ليست في الألفي ريال التي يأخذونها «اتاوة» ممن يتسترون عليه. [email protected] @mohamdalyami