ركز وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، في زيارته المفاجئة امس للعراق، على بندين اساسيين، استكمال البحث في صفقة تسليح بغداد بسرب من 18 طائرة «اف 16» المتطورة ودبابات حديثة ومحاولة تأمين وفاق بين بغداد والاكراد في شأن المناطق المتنازع عليها قبيل الانسحاب. في موازاة ذلك،اعلن مصدر امني عراقي ان قوة من الجيش والشرطة دخلت عنوة امس «معسكر اشرف» لمنظمة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة في ناحية العظيم شمال بغداد، ما ادى الى مواجهات بالسلاح الابيض اسفرت عن اصابة 150 شخصاً من الطرفين واعتقال 50 عنصراً من هذه المنظمة. والتقى غيتس في بغداد رئيس الوزراء نوري المالكي وووزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي ووزير الداخلية جواد البولاني قبل ان يتوجه الى كردستان للقاء رئيس الاقليم مسعود بارزاني. ووعد غيتس المسؤولين العراقيين بتطوير القدرات العسكرية لبلادهم، لكنه حضهم في الوقت ذاته على المضي قدماً بالعملية السياسية. ونقل بيان حكومي عن غيتس قوله للمالكي ان «الولاياتالمتحدة ملتزمة العمل على اخراج العراق من الفصل السابع والاستمرار في دعمه سياسياً واقتصادياً، وتلبية ما يحتاجه من مستلزمات وتجهيزات عسكرية في الوقت الحالي وبعد العام 2011». وقال العبيدي للصحافيين بعد اجتماعه مع الوزير الاميركي: «بحثنا في التسليح والتجهيز والتدريب وسبل التعاون بين بغداد وواشنطن حتى نهاية العام 2011 بالاضافة الى خططنا مستقبلاً كما اجرينا تقويما لاوضاع الارهاب». وذكرت وكالة «رويترز» ان الولاياتالمتحدة قد تحصل على نحو 9 بلايين دولار من تسليح العراق المهتم بتملك نحو 96 طائرة مقاتلة وقاذفة بحلول السنة 2020 ما سيغطي كلفة انسحابه، عبر الكويت والاردن، والبالغة نحو 11 بليون دولار. وقال مسؤول اردني ل «الحياة» ان زيارة غيتس لعمان اول من امس تناولت تنفيذ قرار سابق باعطاء الاردن «الاولوية في استخدام اراضيه ومطاراته عند انسحاب القوات الاميركية من العراق العام 2011 وللبحث في الترتيبات الجارية في هذا الشأن». وكانت عمليات التحضير الفنية لانسحاب القوات الاميركية من العراق بدأت في الاردن والكويت حيث بلغت الموازنة المرصودة لسحب قواتها من العراق 11 بليون دولار ستستفيد منها شركات دولية بما فيها شركات كويتية واردنية ستتولى مهمة نقل المعدات من العراق الى الاردن وبناء مخازن للمعدات في اطار عمليات الانسحاب المبرمجة وتقديم خدمات الطعام والشراب للقوات المغادرة. وقال مصدر اردني وثيق الصلة بمشروع نقل القوات الاميركية ان حصة الاردن من قيمة العطاءات تراوح بين 4 و5 بلايين دولار، حيث يجري حاليا تأسيس شركة اردنية، بتعاقد مع شركات دولية لها خبرة في هذا المجال، ستتولى عمليات النقل والتخزين والخدمات اللوجستية والشحن. وفي جانب آخر أعلنت بريطانيا سحب جنودها الباقين من العراق الى الكويت بسبب فشل البرلمان العراقي في المصادقة على اتفاق ينظم عمل هذه القوة للمساعدة في حماية المنشآت النفطية وتدريب قوات البحرية العراقية. واوضح الناطق باسم السفارة البريطانية في بغداد جواد سيد «نظراً لتأخر الاجراءات، وعدم مصادقة البرلمان على اتفاقنا، سحبنا مدربينا التابعين للقوة الملكية البحرية الى الكويت، في حين ما نزال نناقش الموقف مع السلطات العراقية». واضاف «بعد مناقشات ايجابية مع حكومة العراق، رحبنا باقرار مجلس الوزراء اتفاقاً للتدريب البحري الذي وقع في السادس من حزيران (يونيو)» الماضي. وتابع «يجب احترام الاجراءات العراقية. ونأمل ان يوافق البرلمان على الاتفاق كي نساعد الحكومة العراقية في اقرب وقت ممكن». واعلن مصدر امني عراقي مساء امس ان قوة من الجيش والشرطة انهت السيطرة على المعسكر التابع لمنظمة «مجاهدين خلق» وتحدث عن اصابة مئة من الايرانيين وخمسين من عناصر الامن العراقي الذين اعتقلوا خمسين عنصراً من المجموعة». واشار الى انه «بعد فشل المفاوضات التي استمرت ساعات مع مجاهدين خلق للسماح لنا بالدخول سلميا، اقتحمت قوة قوامها فوجين من الجيش المخيم عنوة وباتت تسيطر حاليا على منافذه وداخله». واكدت المنطمة في بيان «بعد اعلان سكان اشرف، الذي يسكنه 3500 شخص، انهم مستعدون للعودة الى وطنهم، باشرت القوات الخاصة العراقية منذ مساء امس التحضيرات للدخول بالقوة لمزيد من القمع والحصار وهذا ما يطلبه نظام الملالي المذعور». وتابع المصدر العراقي ان «الفوجين اللذين دخلا المخيم بناء على اوامر من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وصلا من ديالى والبصرة». وقُتل مساء امس 8 اشخاص واصيب 13 بجراح في انفجار دراجة نارية مفخخة في بغداد.