قالت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي إنّ زيارة قائد القوات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كين توفو للبنان أتت في سياق زيارات عدة لتأكيد متانة العلاقات بين الجيشين الأميركي واللبناني، وأضافت في حديث إلى «صوت لبنان» أمس: «لا أعتقد أنّ الجيش السوري درّب الجيش اللبناني، ونحن سعيدون بملء هذا الفراغ». وأوضحت أن «العلاقات في هذا المجال مقيّدة بقواعد مالية وعسكرية، كما نتعاطى مع كلّ من نتعاون معه خارج الولاياتالمتحدة»، مشيرة إلى أن بلادها وضعت «شروطاً خاصة لمساندتنا الجيش اللبناني، ومنها الحفاظ على السلاح في المنطقة ومحاربة الإرهاب ومحاولة حفظ السلام في لبنان وتطبيق القرار 1701، ومن مهماتنا مساعدة الجيش اللبناني في تطبيقه». وأكدت أن قضية تسليم الأمن العام اللبناني 14 سورياً إلى الأمن السوري «لسنا معنيين بها، ولا تؤثر على علاقتنا بتقديم مساعدات للجيش اللبناني. لكننا منزعجون بشدّة من قرار الأمن العام، لأن على لبنان الالتزام بالمعاهدات الدولية الإنسانية وعدم إعادة أيّ شخص إلى بلد تجري فيه أعمال عنف». ورأت أنه «كان يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين الأمن العام وبقية الأجهزة الحكومية وقوى الأمن ومنظمات كالمفوضية العليا للاجئين، قبل التسرّع بتسليم اللاجئين». وهل تعطي السفارة الأميركية تأشيرة مرور للمدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم لزيارة الولاياتالمتحدة، اجابت كونيللي: «لا اعتقد أنه تقدّم بطلب من هذا النوع». ورأت أنه «عندما دفع لبنان حصّته من المحكمة الدولية رحّبنا بذلك لأنّ هذا أظهر أنّ رئيس الحكومة يشاركنا النظرة لإحدى الواجبات الدولية للبنان»، مشددة على أنّ المحكمة تتقدّم وهي في عمل مستمرّ. وأشارت الى أنّ بلادها «تعرف أنّ المسارات القانونية تأخذ وقتاً طويلاً»، لافتة الى أنّ «سبع سنوات أمضتها المحكمة الدولية حتى الآن قد لا تكون بالمفهوم القانوني وقتاً طويلاً». واعتبرت أن «لا علاقة لرحيل الأسد بعمل المحكمة، تماماً كما أنّ لا علاقة لوجوده بهذا المسار». ولفتت إلى أنه «منذ اندلاع الأحداث في سورية نعلم انه ربما يكون هناك انعكاسات في لبنان. ونؤكّد التزامنا بناء سيادة لبنان واستقلاله. لذلك نعمل عن قرب مع المسؤولين اللبنانيين لعزل لبنان عن تداعيات ما يجري في سورية»، مشيرة إلى أن «هذا عمل صعب، والقادة يحاولون بجهد حماية لبنان ممّا يجري في سورية. وطالما استمرّ الأسد في السلطة سيستمرّ العنف على حدود لبنان». وأعلنت تفهم بلادها «سياسة النأي بالنفس التي تتّبعها الحكومة، لكن على السلطات اللبنانية التعامل مع التطوّرات على الحدود ومشكلة اللاجئين»، معربة عن الاستعداد للمساعدة. وكشفت كونيللي أنّ مجموع المساعدات الأميركية للسوريين المهجّرين داخل سورية وإلى دول الجوار، «بلغت ستة وسبعين مليون دولار، ومعظم المساعدات الواردة إلى لبنان تأتي من المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة». ونفت أي معلومات لبلادها عن السلاح المهرّب إلى سورية، مشدّدة على أنّ مسؤولية منع التهريب تقع على عاتق القوات اللبنانية المسلّحة. وعما إذا كانت بلادها تقدّم الدعم للمعارضة السورية، قالت كونيللي: «نساعدهم بطريقة غير قتالية، قدّمنا لهم نحو 25 مليون دولار. ونحاول تقديم تجهيزات مناسبة للمعارضة، للأشخاص المناسبين الذين يستطيعون استخدامها بمسؤولية. وأعتقد أننا نقدّم لهم دعماً ديبلوماسياً»، معربة عن اعتقادها بأنّ «رحيل الأسد بات مسألة وقت». وأكدت أنّ «الانتخابات الرئاسية الاميركية مهمّة الينا، لكن ليس بالضرورة ان تجري الأمور جنباً الى جنب مع ما يجري في سورية. وبالمعنى الديبلوماسي الانتخابات لن تؤخّر دينامية مجلس الأمن، حيث الروس والصينيون يستمرون في إجهاض أي مسعى أممي. اما ما سيجري بعد رحيل النظام، فأعتقد انّ ثمّة عملاً وتفكيراً في ذلك. لدينا ورقة جنيف وخطّة المرحلة الانتقالية، والكلّ لديه نفس الأفكار لجهة جلوس كلّ ممثلي الأطياف السياسية والاثنية والدينية والتخطيط لما ستكون عليه سورية الجديدة». ولفتت الى أن «هناك تعقيدات عدة منها غياب الإجماع في مجلس الامن. كان هناك إجماع بالنسبة لليبيا وهو غير متوافر لسورية. من الصعب ايجاد إجماع لتدخّل عسكري غربي الآن».