دعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المصري السابق محمد مرسي أنصاره إلى تظاهرات جديدة اليوم تستمر أسبوعاً ضمن ما أطلق عليه «الموجة الثورية الرابعة»، فيما أعلنت أجهزة الأمن تفكيك «خلية إرهابية تضم عناصر من الإخوان المسلمين» في المنوفية (دلتا النيل) كانت «تستهدف منشآت عامة». وفي وقت جُرح 6 مجندين في الشرطة بانفجار عبوة ناسفة في سيناء، أعلن الجيش مقتل 4 مسلحين في المنطقة. وبدا أن التحالف الذي تقوده جماعة «الإخوان» يسعى إلى استغلال الانقطاع المتكرر في الكهرباء لزيادة زخم تظاهراته في الشارع، بعدما تراجع أثرها بسبب ضعف أعداد المشاركين فيها، إذ أعتبر في بيان أمس أن «الفشل يحاصر الحكم في مصر، بينما تتقدم الثورة وتكتسب كل يوم حاضنة شعبية تتمدد، لقد قطعت الكهرباء سطور هذا البيان الذي يكتب وسط معاناة الشعب وآلامه جراء قطع الكهرباء الطبقي، فبينما الأباطرة يتنعمون في كهرباء بلا انقطاع، تدفع المناطق الفقيرة والمتوسطة وحدها الثمن في لعبة تخفيف الأحمال». ورأى أنه «سيتحتم على السلطة الآن أو غداً الاستسلام للأمر الواقع الذي يخطه الشعب الثائر كل لحظة». ودعا أنصاره إلى «التحرك في أسبوع جديد للموجة الثورية المستمرة تحت شعار القصاص مطلبنا، من أجل انتزاع حقوقها السليبة». وحض على المشاركة في التظاهرات، معتبراً أن «الثورة باتت واجباً على الشعب بكل أطيافه لا يحق لأحد التخلف عنها، خصوصاً بعد التقدم الثوري الذي حققته طليعة الشعب فحق على كل مخلص لدينه ووطنه أن يهب لمساندة الثوار في حراكهم المقبل في إطار الدفاع عن النفس والمستقبل بالتزام السلمية والحفاظ على الزخم الثوري وممتلكات الشعب ومكتسبات الحراك الثوري، ليقود شعبنا الثائر ثورته إلى الأمام مستعداً لحراك 30 آب (أغسطس) بمزيد من الإبداع والصبر في ذكرى الغضب والشهداء، فلن نسمح للإنقلابيين بإسقاط مصر أو سرقة الثورة». واستنفرت أجهزة الامن تحسباً لتظاهرات أنصار مرسي. واجتمع وزير الداخلية محمد إبراهيم مع مساعديه وعرض «ما تمر به البلاد وحجم التحديات التي تواجه العمل الأمني»، متعهداً «دحر الإرهاب وتوفير الإحساس بالأمن والإستقرار»، بحسب بيان للوزارة. وأكد مسؤول أمني ل «الحياة»: «اتخاذ الأجهزة الأمنية كافة بالتنسيق مع الجيش الاستعدادات المطلوبة إزاء دعوات التظاهر... (جهاز) الأمن يعيش حال يقظة غير عادية، ومستعد للتصدي لأي عنف من قبل أنصار الإخوان». وأعلنت وزارة الداخلية «تفكيك خلية نوعية تضم أربعة من المنتمين إلى تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي، في إطار توجيه الضربات الاستباقية إلى العناصر الإرهابية التي تسعى إلى تعطيل مرافق الدولة وترويع المواطنين». واتهمت الوزارة الموقوفين ب «ارتكاب أعمال العنف وترويع المواطنين في منطقة السادات في محافظة المنوفية وإضرام النار في نقطة شرطة المستقبل والتخطيط لإسقاط عدد من أبراج الكهرباء». وأوضحت أن المتهمين «كوّنوا خلية إرهابية تخصصت في ارتكاب العديد من أعمال العنف والتخريب، واعترفوا بتكليفهم بتكوين مجموعة من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي أطلقوا عليها اللجنة النوعية للتخطيط والإعداد والقيام بأعمال عدائية وتخريبية ضد منشآت الشرطة بالإشتراك مع آخرين، واعترفوا بارتكابهم الوقائع السابقة». وفي سيناء، قال مصدر أمني إن 6 مجندين في الأمن المركزي جُرحوا إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانوا يستقلونها في منطقة رفح. وأوضح أنه أثناء مرور رتل حافلات إجازات لمجندين في الأمن المركزي على الطريق الدولي رفح - العريش انفجرت عبوة ناسفة في مؤخرة إحدى الحافلات ما أدى إلى جرح 6 مجندين. وأشار إلى أن العبوة تم تفجيرها من بعد، وأسفرت عن حدوث تلفيات في الحافلة. وأفادت مصادر طبية في سيناء بأن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هوية أصحاب ثلاث جثث قُتلوا في أماكن متفرقة من مدينتي رفح والشيخ زويد، فيما تزال جثة الرابع مجهولة الهوية. وكان سكان في منطقتي الشيخ زويد ورفح عثروا على 4 جثث مجهولة مقطوعة الرؤوس قالوا إنها ربما تكون لأربعة أشخاص خطفهم مسلحون في المنطقة قبل أيام للاشتباه بتعاونهم مع الأمن. لكن مصادر أمنية وطبية أكدت أن رجلين (48 سنةو25 سنة) عُثر عليهما في منطقة سادوت مذبوحين ورأس كل منهما على صدره، فيما عُثر على رجلين آخرين (أحدهما 32 سنة) على طريق مؤدية إلى منطقة الجورة مذبوحين لكن ليسا مفصولي الرأس. في المقابل، أعلن مسؤول عسكري مقتل 4 من «العناصر التكفيرية المسلحة» وضبط اثنين خلال حملات للجيش في الشيخ زويد ورفح، إضافة إلى «حرق وتدمير 31 بؤرة تستخدمها الجماعات المسلحة قواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، وتدمير 9 سيارات و16 دراجة بخارية من دون لوحات خاصة بالعناصر المسلحة، وضبط حاسبين آليين عليهما صور عسكرية، وتدمير نفقين يستخدمان في أعمال التسلل والتهريب بين مصر وقطاع غزة». وأشار إلى أن الأشرطة المصورة التي وزعتها جماعة «أنصار بيت المقدس» اليومين الماضيين وتضمنت مشاهد قتل جنود «ليست حديثة، بل تخص حوادث قديمة سبق إعلانها من قبل القوات المسلحة والشرطة قبل أكثر من ثلاثة شهور». وأوضح أن «شريط مقتل 4 مجندين يعود إلى حزيران (يونيو) الماضي، وهو عبارة عن استهداف عناصر إرهابية لأربعة من جنود الشرطة أثناء عودتهم من المعسكر على سيارة مدنية عند منطقة مفارق بلعة طريق ياميت رفح». وأوضح أن «الشريط الثاني الذي يصور استشهاد أحد جنود حرس الحدود من قوة الفوج الأول في منطقة صلاح الدين في رفح على يد إرهابي غادر يعود إلى (هجوم نُفذ في) 28 أيار (مايو) 2014 وأعلنته القوات المسلحة ولم يتم إخفاء الحقيقة كما يزعم بعضهم». واعتبر أن «الجماعات الإرهابية المسلحة تقود حرباً إعلامية ضد القوات المسلحة والشرطة المدنية، وتحاول إثارة الفتنة والفوضى في البلاد من خلال بث أشرطة قديمة تسوّق لها باعتبارها ترصد وقائع جديدة».