أعلن مسؤول كبير في حركة «حماس» إن الحركة خطفت ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في حزيران (يونيو)، وأثار مقتلهم سلسلة من أعمال العنف أدت إلى الحرب الحالية على قطاع غزة، فيما اتهمت الولايات المتحدة إسرائيل بأنها تستهدف عائلة الفتى الفلسطيني الراحل محمد أبو خضير الذي خطفه يهود متشددون في مطلع تموز (يوليو) وأحرقوه حياً. وأكد صالح العاروري، وهو مسؤول في «حماس» من الضفة الغربية ويعيش في المنفى بتركيا، أن «حماس» مسؤولة عن خطف الإسرائيليين الثلاثة. وجاء إعلان العاروري في مؤتمر صحافي بإسطنبول، وأكد في ما يبدو مزاعم إسرائيل بأن الحركة مسؤولة عن خطف المستوطنين. وهذا هو أول اعتراف بصلة «حماس» بالحادث. وقال العاروري أمام مبعوثين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأربعاء، وفقاً لتسجيل بثه المنظمون على الإنترنت «وفي هذه العملية حدث اضطراب كثير والبعض يقول إنها مؤامرة». وأضاف في إشارة إلى «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»: «وكان الحراك الجماهيري قد اتسع ليشمل كل الأرض المحتلة ووصل ذروته في العملية البطولية التي قامت بها كتائب القسام في أسر المستوطنين الثلاثة في الخليل». في غضون ذلك، اتهمت الولايات المتحدة إسرائيل بأنها تستهدف عائلة الفتى الفلسطيني الراحل محمد أبو خضير الذي خطفه يهود متشددون في مطلع تموز (يوليو) وأحرقوه حيا، وذلك بعد اعتقال الدولة العبرية اثنين من أبناء عم القتيل يحملان أيضاً الجنسية الأميركية. كما نددت واشنطن بعدم تبلغها من إسرائيل بأمر أحد هذين الاعتقالين على رغم أنه تم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وكان الفتى محمد أبو خضير (16 سنة) خطف في 2 تموز من حي شعفاط في القدسالشرقيةالمحتلة ليعثر عليه بعد ساعات جثة متفحمة في غابة في القدس الغربية. وتم اعتقال ستة يهود متشددين على صلة بالجريمة. وهذه الجريمة التي يعتقد أن دافعها هو الانتقام لخطف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في نهاية حزيران (يونيو) كانت أحد أسباب اندلاع النزاع المستمر منذ 8 تموز في قطاع غزة بين إسرائيل والفلسطينيين. وبعد ثلاثة أيام على مقتل أبو خضير نددت الولايات المتحدة باعتقال إسرائيل أحد أبناء عمه ويدعى طارق أبو خضير (15 سنة) وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية ويعتقد أنه تعرض للضرب أثناء توقيفه. وبعد الإفراج عنه عاد الفتى إلى فلوريدا (جنوب شرقي الولايات المتحدة). ولكن في 28 تموز اعتقلت إسرائيل ابن عم ثانياً للفتى محمد أبو خضير يدعى أيضاً محمد أبو خضير ويحمل على غرار ابن عمه الأول الجنسية الأميركية، كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف في بيان: «بوسعنا أن نؤكد أن محمد أبو خضير، مواطن أميركي، اعتقل في 28 تموز» في إسرائيل، مشيرة إلى أن «القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس تؤمن له المساعدة القنصلية. لقد زاره مسؤول قنصلي في 14 آب (أغسطس)» في السجن واتصلت القنصلية العامة أيضاً بعائلته ومحاميه. وأضافت هارف: «يقلقنا أن القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس لم تتبلغ من جانب الحكومة الإسرائيلية بتوقيفه». وتابعت المتحدثة: «نحن قلقون أيضاً لواقع أن السلطات الإسرائيلية تقوم كما يبدو باستهداف أفراد من عائلة أبو خضير بعينهم». وهناك فتى فلسطيني آخر يحمل الجنسية الأميركية ومحتجز في إسرائيل هو محمد أبو نية (15 سنة). وقد دعت واشنطن مراراً الدولة العبرية لأن تحل في أسرع وقت قضية هذا الفتى الذي اعتقل 3 تموز اثر مشاركته في تظاهرة بالقدسالشرقيةالمحتلة والذي يعتقد أنه تعرض بدوره للضرب في السجن.