هدد ناشط إسلامي أمس روسيا بحمام دم جديد وتبنّى الهجمات الدامية التي استهدفت في تموز (يوليو) الماضي رجلي دين مسلمين معتدلين في جمهورية تتارستان في روسيا الوسطى، التي غالباً ما تذكر مثالاً على التسامح الديني في البلاد. وأعلن رجل قدّم نفسه بأنه محمد، «قائد معركة تتارستان» في شريط فيديو نشر على موقع إنترنت يستخدمه المقاتلون الشيشان، أنه أمر في الشهر الماضي بتنفيذ هجوم منسّق. وقال: «في 19 تموز، عملاً بأوامر مني، نفذت عمليات ضد أعداء الله. والحمد لله نعتقد أنها نجحت». وبدا محمد في الفيديو جالساً القرفصاء في غابة وبين ساقيه رشاش، وهو يوجّه تحذيراً قاسياً لرجال الدين المسلمين المعتدلين في تتارستان الذين يرفضون التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية، التي يتبعها الحيز الأكبر من المسلحين الإسلاميين في روسيا. وهدد قائلاً: «سنواصل شن عمليات أخرى ضد أعداء الله». وانفجرت سيارة المفتي ايلدوس فايزوف (49 سنة) في وسط الشارع في قازان عاصمة تتارستان، ما أدى إلى جرحه ونقله إلى المستشفى. لكن مساعده ولي الله يعقوبوف قتل بالرصاص في اليوم نفسه في هجوم منفصل امام منزله. واعتقل خمسة أشخاص غداة العمليتين، إلى إثنين آخرين أمس يشتبه في أدائهما دوراً مهماً في تنظيم الهجومين. وعرف المفتي ومساعده بنشاطهما في مكافحة تيارات الإسلام المتشدد في تتارستان التي تضم 4 ملايين نسمة. وتخوفت سلطات الجمهورية النفطية في العام الماضي من بروز جماعات مسلحة وتصاعد الأصولية. مقتل مسلّح في داغستان على صعيد آخر، أعلنت قوات الأمن الروسية أمس عن مقتل مسلح قرب عاصمة داغستان، محج قلعة، في شمال القوقاز. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن ناطق باسم الشرطة أن «المشتبه به قاوم الإعتقال وقتل خلال إطلاق النار». وزادت أنه تمت مصادرة سلاح وقنبلة كانت بحوزته. وتشهد مناطق شمال القوقاز توترات مستمرة، وتشتبه السلطات الروسية بأن 12 جماعة مسلحة مؤلفة من 300 شخص تنشط في داغستان وحدها.