أظهرت تجارب سابقة سجلها الاقتصاد العالمي، أن «لا نقاط نهاية وبداية لاتجاهات الانتعاش والنمو أو التراجع والركود». ويبدو أن نسبة كبيرة من مراجعة المسارات السابقة «تقوم على تتبع أسواق الطاقة وأسعار النفط، فيما تستند التوقعات الخاصة بمؤشرات انتعاش الاقتصاد العالمي أو تراجعه، على خطط الاستثمار لدى قطاع الطاقة والعرض والطلب وأسعار النفط والغاز ومصادر الطاقة الأخرى». لذا خلصت شركة «نفط الهلال» في تقرير أسبوعي إلى أن «لا تخطيط ولا توقعات من دون فهم ومعرفة مسارات قطاع الطاقة الحالية والمستقبلية ومعرفتها». ولفت التقرير إلى أن «العلاقة الدائمة بين مسار الأسعار واتجاهات النمو أو التراجع تبقى محط أنظار المراقبين، ويصعب تحديد ما إذا كانت أسعار مصادر الطاقة هي المؤثرة في المداخيل في فترات النمو أو التراجع، ذلك أن قمة أسعار النفط رافقها تسجيل معدلات نمو تعتبر سابقة في الاقتصاد العالمي، قبل دخول الأزمة المالية بقوة على مكوناته. في حين أن أسعار مصادر الطاقة هي أكثر تأثيراً بعد الدخول في فترات التراجع، لأسباب ربما لا تتصل بأسعار النفط والغاز ومصادر الطاقة الأخرى». الاستهلاك غير الإنتاجي ولا يجد التقرير، أن «كل ارتفاع في الطلب على النفط يعني تحقيق نمو للاقتصاد العالمي، كما ليس لكل انخفاض في الطلب علاقة بالتراجع والركود»، لافتاً إلى «التخوف من ارتفاع الاستهلاك غير الإنتاجي الناتج عن زيادة السكان وعدم اعتماد أسباب استهلاك ذات كفاءة عالية وقابلية للمراقبة والقياس». ولاحظ أن الدول الصناعية المتقدمة والمستهلكة لمصادر الطاقة «تمكّنت من الوصول إلى آليات وتقنيات عالية الجودة لضبط استهلاك الوقود على كل القطاعات سواء كانت إنتاجية وغير إنتاجية، واستطاعت زيادة العائدات ضمن حدود قصوى من الكلفة». وأشار إلى أن الدول المستهلكة وتحديداً الدول المتقدمة، «أصبحت تتمتع بهامش مناورة ومرونة في مقابل تطورات الأسواق وتقلّبها، وبغض النظر عن وضع الاقتصاد العالمي، وذلك وفق قدرتها على توجيه قطاعاتها الإنتاجية تبعاً لظروف السوق». وعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز، ففي العراق قررت وزارة النفط العراقية حظر شركة «شيفرون» ومنعها من توقيع أي صفقات نفطية مع الوزارة بعدما اشترت الشركة الأميركية الكبرى حصصاً في امتيازين في اقليم كردستان العراق. «دي أن أو» النروجية وتوصلت شركة «دي أن أو» النروجية إلى اتفاق دائم مع حكومة إقليم كردستان في شأن المدفوعات النفطية يحل محل نظام سابق. وأعلنت الشركة النروجية، أن «نتيجة هذه المصالحة ستخصص حصة «دي إن أو انترناشونال» من المبيعات النفطية لحقل طاوكي على مدى ثمانية أسابيع تقريباً لحكومة إقليم كردستان من أجل الاستهلاك المحلي. في قطر، أفادت شركة «قطر للبترول»، أن «بتروتشاينا» وقعت اتفاقاً للاستحواذ على 40 في المئة من حقوق التنقيب والإنتاج في «امتياز 4 « في قطر من «جي دي إف سويس قطر» التي تدير الامتياز. وتجيز «قطر للبترول» بموجب الاتفاق ل «بتروتشاينا» الاستحواذ على 40 في المئة من حقوق التنقيب والإنتاج من «جي دي إف سويس قطر»، في إطار اتفاق المشاركة في التنقيب والإنتاج القطرية للامتياز 4، وهو امتياز بحري يقع شمال البلاد. وستواصل «جي دي إف سويس قطر» إدارة الامتياز مع حصتها البالغة 60 في المئة. وسيبدأ الشريكان أعمال الحفر في الامتياز 4 في الأشهر المقبلة. وتتوسط شركة «كونوكوفيليبس» بين قطر وباكستان لإبرام صفقة غاز طبيعي مسال تقدر قيمتها ببلايين الدولارات. وأوضح مسؤول في وزارة البترول والموارد الطبيعية الباكستانية، أن الحكومة القطرية «كلفت شركة «كونوكوفيليبس» للتوسط لإبرام صفقة لإمداد الغاز الطبيعي المسال لباكستان". وكانت الحكومة القطرية طالبت شركة «شل»، أن تضع اللمسات الأخيرة على عقد لإمداد الغاز الطبيعي مع باكستان، لكن لم تُبرم الصفقة. وتملك «كونوكوفيليبس» عمليات في 30 دولة، وحصة نسبتها 30 في المئة في احتياطات غاز ونفط تُستخرج بموجب مشروع قطر غاز في حقل الشمال القطري قرب الحدود الإيرانية، وهو الموقع الذي سيشهد إمداد الغاز الطبيعي المسال لباكستان. في سلطنة عُمان، أفادت شركة «إيه بي بي» السويسرية للأعمال الهندسية، بأنها حصلت على عقد تجاوزت قيمته 100 مليون دولار لبناء وحدة جديدة لمكثفات الغاز في السلطنة. وأشارت إلى تسجيل قيمة العقد الذي حصلت عليه من شركة «تنمية نفط عمان» في نتائج الربع الثاني من السنة. في المملكة العربية السعودية، فازت شركة «سايبم» لخدمات حقول النفط التابعة لمجموعة «إيني» النفطية الايطالية، بعقود جديدة للتنقيب عن النفط في السعودية تبلغ قيمتها 250 مليون دولار. ولفتت المجموعة إلى أن «سايبم» المتخصصة بالأعمال والخدمات الهندسية، وقعت مع مجموعة «أرامكو السعودية» خمسة عقود لتأجير حفارات أرضية تراوح قوتها بين 2000 و1500 حصان لمدد تراوح بين ثلاث وخمس سنوات. ويُتوقع بدء تنفيذها بين النصف الثاني هذه السنة، والربع الثالث من عام 2013. وأوضح البيان، أن «سايبم» ستوسّع أسطول حفاراتها الأرضية بشراء ثلاث جديدة. في إيران، أعلنت وزارة النفط الإيرانية، أن شركة النفط الوطنية الصينية انسحبت من المرحلة الثانية لمشروع تطوير حقل بارس الجنوبي البحري للغاز. واتهمت وسائل الإعلام الإيرانية الشركة الصينية بالمسؤولية عن «التأجير المستمر وغير المسبوق للمشروع»، إذ أرجأته أكثر من 1130 يوماً، ولم تشرع بعد في الأشغال الأولية كتسوية الأرض وإقامة الأسوار. وحذرت شركة البترول الوطنية الإيرانية الشركة الصينية، بأنها ستستبدلها بشركات محلية في حال استمرت في تأجيل المشروع.