كابول - أ ف ب، رويترز - قتل ثمانية حراس افغان يعملون لحساب شركة أمن خاصة وجرح أربعة آخرون، في انفجار قنبلة جرى التحكم بها من بعد لدى مرور آليتين استقلوهما في منطقة غيرشيك بولاية هلمند الجنوبية المضطربة. جاء ذلك غداة اعلان الجيش البريطاني انتهاء عملياته العسكرية ضد حركة «طالبان» في هلمند، وتحديداً في منطقة تمتد بين عاصمة الولاية لشكرجاه وغيرشك، وتأكيد كابول انها ابرمت اتفاقاً نادراً لوقف النار مع «طالبان» في ولاية بادغيس (شمال غربي)، في محاولة لتعزيز سلامة عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جنديين بريطانيين في انفجارين جنوبافغانستان، ما رفع إلى 22 اجمالي عدد القتلى هذا الشهر والذي اعتبر الأكثر دموية بالنسبة الى الجنود البريطانيين في البلاد. وأوضحت الوزارة ان جندياً قتل في انفجار استهدف آلية عسكرية استقلها في هلمند، والثاني في انفجار آخر حصل خلال تنفيذه دورية راجلة في منطقة سانغين في الولاية ذاتها. وفي استطلاع للرأي اعده معهد «كوريس» للإحصاءات ونشرت نتائجه صحيفة «انديبندنت» البريطانية، رأى 58 في المئة من المستفتين انه لا يمكن الانتصار في الحرب الدائرة في افغانستان، في حين توقعت نسبة 31 في المئة منهم العكس. وكشف الاستطلاع ان 52 في المئة من البريطانيين يريدون رحيل قوات بلادهم من افغانستان، في مقابل 43 في المئة ابدوا رغبتهم في بقائها، فيما اعتبر حوالى 75 في المئة من المستفتين ان العسكريين البريطانيين غير مجهزين بمعدات مناسبة لتنفيذ مهماتهم في شكل جيد في افغانستان. لكن نسبة 60 في المئة عارضت ارسال تعزيزات ومعدات اضافية الى الجبهة. واثر انتهاء الهجوم البريطاني في هلمند، أكد قائد العمليات العميد تيم رادفورد ان المواجهات حجمت «طالبان» قبل الانتخابات، «لكن النجاح الطويل المدى يعتمد على سيطرة قوات الأمن الأفغانية على الأرض، والتي تعتبر ضعيفة وقليلة العدد». وأضاف: «عدد قليل من قوات الأمن الأفغانية تلقى تدريبات عسكرية، ويستطيع العمل بكفاءة منفرداً او إلى جانب القوات الغربية. ولو كان العدد أكبر لحققنا انجازاً أضخم»، علماً ان الدول الكبرى الأعضاء في الحلف الأطلسي (ناتو) ساهمت في تدريب حوالى 95 ألف جندي افغاني وعدد مماثل تقريباً من رجال الشرطة في الأعوام الأخيرة، لكن العدد قليل نسبياً في دولة يقطنها 30 مليون شخص، وتعاني من مشاكل أمنية. وصرح الكولونيل كريستوفر لانغتون، الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، بأن «قوات الأمن الأفغانية ما زالت تفتقد القدرات المهمة، خصوصاً الشرطة». وأضاف: «حين يجري تطهير اراضٍ والسيطرة عليها، يجب أن يتحدد الهدف التالي في السماح للقوات الدولية بمواصلة التحرك بالتزامن مع سيطرة قوات الأمن الأفغانية على المناطق المستعادة لإطلاق أعمال اعادة بنائها، والتي لا تستطيع هذه القوات تنفيذها حالياً». وبحكم التجربة العملية، يتطلب الحفاظ على الأمن نشر بين 20 و25 عنصر امن لكل ألف نسمة. وفيما يضم هلمند أكثر الأقاليم تمرداً حوالى 1.3 مليون نسمة، يتطلب الحفاظ على الأمن فيه تمركز بين 26 و32 ألف عنصر امن، علماً ان الوجود العسكري فيه ينحصر في 14 الف جندي من بريطانيا والولايات المتحدة ودول اخرى اعضاء في الحلف الأطلسي. اضافة إلى ذلك يستبعد امتلاك الجيش الأفغاني خلال خمسة أعوام القدرة على الاحتفاظ بأراضٍ أو شن هجمات ضد «طالبان» من دون مساندة جوية توفرها مروحيات وطائرات مقاتلة غربية.