انفجر بركان من الفرح في الأوساط الرياضية المصرية بعد ظفر علاء الدين أبوالقاسم بأول ميدالية في أولمبياد لندن الذي فاز بالميدالية الفضية في منافسات سلاح الشيش. كما امتد الاحتفال للمستوى الرسمي، إذ هنأ الرئيس المصري محمد مرسي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على «تويتر» البطل الأولمبي على إنجازه التاريخي وقال: «خالص التهاني للاعب الشيش المصري علاء الدين أبوالقاسم بحصوله على الميدالية الفضية في أولمبياد لندن». واحتل أبوالقاسم المركز الثاني بعد خسارته 13- 15 في النهائي أمام الصيني لي شينغ الذي حصل على الميدالية الذهبية. وتقدم شينغ على منافسه المصري 6-2 في بداية اللقاء لكن ابوالقاسم رد بشن هجمات بلا خوف مستغلاً طوله ليعوض تأخره ويتقدم حتى اللحظات الاخيرة. لكن اللاعب الصيني الذي احتل المركز الثامن في اولمبياد بكين 2008 استعاد الزخم لينهي اللقاء لصالحه بفارق نقطتين، ونال الكوري الجنوبي تشوي بيونجتشول الميدالية البرونزية بعد فوزه في لقاء تحديد المركز الثالث على الايطالي اندريا بالديني 15-14. وهذه أول مسابقة لسيف الشيش للفردي في الأولمبياد لا تضم أي ممثل لبلد أوروبي بين الثلاثة الأوائل منذ 1990 عندما سيطرت فرنسا على القائمة، كما أنها أول ميدالية لمصر في دورة لندن والثانية للعرب بعد حصول القطري ناصر العطية على برونزية في منافسات الرماية. وتوجت هذه الميدالية جهود أبوالقاسم الذي اصبح أول لاعب سلاح إفريقي يصل إلى هذه المرحلة بعد أن حقق نتائج جيدة ففي نصف النهائي تغلب اللاعب المصري على الكوري بيونجتشول 15-12. ويعد علاء الدين صاحب ال21 عاماً هو أول لاعب مصري في التاريخ يصعد لنهائي مبارزة الشيش، وتغلب ابن مدينة الإسكندرية الساحلية في دوري الثمانية على الإيطالي اندريا كاسارا 15-10 بعدما أفقد منافسه صاحب برونزية أثينا 2004 توازنه بفعل الهجمات السريعة. وقبل فوزه على كاسارا أطاح أبوالقاسم في دور ال16 بالألماني بيتر يوبيتش بطل العالم 4 مرات، ودخل أبوالقاسم قائمة المصنفين العشرة الأوائل في التصنيف العالمي في الموسمين الماضيين، وكان أبوالقاسم المصنف الثامن اقترب بشدة من نصف النهائي في بطولة العالم في باريس عام 2010 لكنه حل سادسا. من جانبها، قالت شقيقة أبوالقاسم نهلة في تصريحات للتلفزيون المصري عقب المباراة: «نحمد الله أن الإصابة لم تؤثر عليه لأنه ذهب إلى لندن وهو يحلم بتحقيق ميدالية». وتوقفت المباراة النهائية لسلاح الشيش بين علاء الدين والبطل الصيني ليل شينغ مدة 10 دقائق بسبب إصابة البطل المصري. وأضافت نهلة: «توقعنا أن يحقق علاء ميدالية، فقد أوصاه والدي قبل وفاته بأن يسعى للحصول على الميدالية». وذكرت شقيقة البطل أن والدهما توفي قبل خمسة أشهر وكان يتمنى أن يرى علاء على منصة التتويج في الأولمبياد، وأكدت نهلة أن شقيقها كتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قبل أن يسافر إلى لندن بأنه سيهدي الميدالية الأولمبية إلى روح والده في حال نجاحه. فيما أعربت والدة أبوالقاسم نعيمة مختار عن سعادتها بإنجاز ابنها قائلة: «الحمد لله على توفيق ابني وحصوله على ميدالية في هذا المعترك العالمي». وأشارت نعيمة جزائرية الأصل التي تعمل طبيبة أسنان، وتعرفت على والده بالعيادة الخاصة بها بالجزائر عندما كان يعمل مدرساً هناك، إلى أن ابنها بدأ ممارسة الرياضة و هو في سن الخامسة إذ مارس السباحة مدة شهرين، لكنه أصيب بحساسية وضيق في التنفس فنصحنا أحد أصدقاء الأسرة بتوجيهه لممارسة السلاح بنادي السلاح السكندري. من جهته، أعرب رئيس بعثة مصر الأولمبية في لندن أحمد فولي عن سعاته البالغة بإنجاز علاء الدين أبوالقاسم وقال: «أشعر بسعادة بالغة، اتمناها فاتحة الخير لكل الرياضيين المصريين في الأولمبياد». وأكد أنه تابع المباراة النهائية من ملعب المباراة لمساندة أبوالقاسم ومعه عدد من الجماهير المصرية وأفراد البعثة.