مقتنيات مارلين مونرو، أيقونة ستينات القرن الماضي، من فساتينها إلى كاميرا الطفولة، ما زالت تلقى رواجاً كبيراً بين هواة جمع القطع الفنية والمقتنيات من الأثرياء، على رغم مرور خمسين سنة على وفاتها. والعام الماضي، بيع الفستان الأبيض الطائر الذي ارتدته واقفة فوق فتحة قطار أنفاق في فيلم «ذي سيفن يير ايتش» في مشهد خُلّد في صورة شهيرة، ب 4.6 ملايين دولار في لوس أنجليس. وفي السنة ذاتها، بيع فستان آخر للممثلة ارتدته في فيلم الويسترن «ريفر اوف نو ريترن» بسعر 516.600 دولار في ماكاو. وبما أن مقتنيات مونرو تباع بأسعار باهظة جداً، لا تملك المؤسسات العامة أي فرصة لشرائها، ففي واشنطن، يملك المتحف الوطني للتاريخ الأميركي التابع لمؤسسة «سميثسونيان اينستيتيوشن»، وهي أكبر شبكة متاحف في العالم، قفازين لمارلين مونرو فقط لا غير. ويقول أمين المتحف دوايت بويرز، وهو يُخرج القفازين من الواجهة، إنهما «مصنوعان من جلد الجدي الأبيض، وهما صغيران جداً ويُظهران أناقة الخمسينات. وثمة حبر على القفاز الأيسر، ربما من قلم وقّعت به تذكاراً لأحد المعجبين». ووهب جامع شهير القفازين، اللذين يشهدان على صغر يدَي الممثلة، إلى المؤسسة التي تودع فيها نظرياً عناصر من الثقافة والإرث الاميركيين. لكن العولمة تؤدي إلى تصدير مقتنيات مارلين مونرو، وغلاء ثمنها أيضاً. ويقول بويرز إن «كل ما يأتي من هوليوود أو يرتبط بالمشاهير يشكل سوقاً مربحة في أوساط المزادات... والجامعون الفرديون ينافسون وإمكاناتهم المادية أكبر من إمكاناتنا بكثير». لذا، أقام متحف هوليوود في لوس أنجليس أخيراً معرضاً لقطع مستعارة من جامعين، وبينها صور غير منشورة لمونرو ووثائق والفستان الحريري الذي ارتدته خلال شهر العسل مع زوجها الثاني أسطورة البيسبول جو ديمادجيو. وقالت مؤسسسة المتحف دونسل دانيغان: «عرفنا سريعاً لمن الفستان، إذ كانت تفوح منه رائحة عطر شانيل رقم 5». وقد يبدو مبلغ 13.4 مليون دولار الذي حققه مزاد تاريخي نظمته دار كريستيز عام 1999 لأغراض مارلين، زهيداً بالنسبة إلى الجامعين الحاليين، وهم أصحاب بلايين من آسيا والخليج. وتؤكد دانيغان أن «الأسعار العليا لمقتنيات مارلين، والتي تصل أحيانا إلى ملايين الدولارات، تسجل في الصين واليابان والشرق الأوسط». ويصعب أحياناً تقفي آثار المبيعات الخاصة، فمعروف أن الفستان الأبيض «الطائر» باعته الممثلة ديبي رينولدز، لكن لم يعرف اسم الشخص الثري الذي زايد عليه عبر الهاتف. ويؤكد الجامع من لوس أنجليس، سكوت فورتنر، الذي تشارك قطع يملكها في معرض هوليوود، أن «القطع المعروفة جداً عندما تباع في مزاد، تنتهي في دول آسيوية». وفورتنر فخور خصوصاً بكاميرا فورية بنية اللون، كانت تستخدمها عشيقة الرئيس جون كينيدي في طفولتها. ويقول: «لطالما وجدت هذه الآلة لافتة»، إذ امتلكتها امرأة «كانت من أكثر الأشخاص الذين التقطت لهم الصور في العالم».