فجّرت تصريحات المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني أمس غضباً واسعاً في الأراضي الفلسطينية بلغ حد وصفه ب «العنصري». وكان رومني أطلق في لقائه أمس مع عدد من الأثرياء اليهود في القدس تم خلاله جمع اكثر من مليون دولار لحملته الانتخابية، تصريحات أشاد فيها بإنتاجية الدولة العبرية مقارنة مع الفلسطينيين، عازياً ذلك الى رفعة الثقافة الاسرائيلية. كما قال في كلمة امام مؤسسة القدس بحضور رئيس بلدية المدينة نير بركات: «اشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة اسرائيل»، مناقضاً بذلك الموقف الرسمي الأميركي الذي يعتبر القدسالشرقية محتلة. وأبدى رومني انحيازاً مطلقاً لاسرائيل التي قصدها في زيارة استمرت يومين هدف من ورائها الى تجنيد دعم الأثرياء اليهود لحملته الانتخابية. فإلى جانب تصريحاته المؤيدة لاسرائيل والاحتلال والمناهضة للفلسطينيين، عزف عن زيارة الضفة الغربية ولقاء الرئيس محمود عباس على غرار ما فعل أسلافه، مثل باراك اوباما الذي زار المقاطعة (مقر الرئاسة)، والتقى الرئيس عباس عندما كان مرشحاً للرئاسة قبل أربع سنوات. ورد الفلسطينيون بغضب على تصريحات رومني، وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات بأنها «عنصرية»، معتبرا ان رومني بكلامه هذا «يكافىء الاحتلال والاستيطان والتطرف في المنطقة». وقال ان هذه التصريحات «تضر بمصالح الولاياتالمتحدة في منطقتنا وتضر بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة». وأضاف وزير العمل الدكتور أحمد مجدلاني: «إذا كان رومني قدم الى هنا من أجل الحصول على دعم الأثرياء اليهود لحملته الانتخابية، فإنه يمكنه القيام بذلك من دون توجيه أي إهانة للفلسطينيين»، مضيفاً: «تصريحات رومني تعكس روحاً عنصرية واضحة لا لبس فيها». واوضح ان ضعف إنتاجية الفلسطينيين ناتجة عن سيطرة اسرائيل على الموارد الفلسطينية وعلى الحدود، مشيرا الى أن رومني يعرف ذلك، لكنه اطلق تصريحاته من أجل «نفاق الاسرائيليين» والحصول على اموالهم لحملته الانتخابية. وقال وزير الاقتصاد الدكتور جواد الناجي ان مقارنة الانتاج الاسرائيلي مع الانتاج الفلسطيني «مقارنة غير علمية». وأضاف: «رومني يعرف تماما أن ضعف إنتاجية الفلسطينيين ناجمة عن سيطرة اسرائيل على مواردهم، خصوصا المياه والارض، وعلى المعابر». وأضاف: «اسرائيل تسيطر أيضا على الموارد المالية للفلسطينيين التي تتحكم فيها وفق مزاجها السياسي، وتفرض حصاراً على غزة، وتفصل بين غزة والضفة». وأضاف: «لا تجوز مقارنة دولة احتلال مع دولة تخضع للاحتلال في الإنتاج». من جانبه، قال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم ان تصريحات رومني «عنصرية متطرفة منكرة للحق الفلسطيني، وإسهام في قلب الحقائق وتزوير التاريخ وتضليل للرأي العام واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين». واضاف ان «حماس» تعتبرها «رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان»، مؤكداً ان «القدس عاصمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني، ولن نفرط بذرة تراب منها». ودعا الى «الاسراع في حماية القدس والدفاع عنها وتشكيل اقوى واوسع شبكة امان عربية اسلامية لها ووضع حد لكل ما يحاك ضدها».