جرس إنذار أطلقته أول حالة وفاة ب«أنفلونزا الخنازير» في السعودية، خصوصاً أن توقيتها جاء قريباً من شهر رمضان المبارك، والذي يشهد سنوياً توافد الملايين من جنسيات مختلفة، إلى الأراضي المقدسة، في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، في مناطق محصورة داخل الحرمين المكي والنبوي الشريفين. الاستعدادات الإعلامية، وإن أبدت جاهزيتها، إلا أن الواقع على الأرض يضع تحديات كبيرة أمام وزارة الصحة، فهل ستنجح في موسمي العمرة والحج خلال هذا العام، للخروج بأقل إصابات للوباء المتفشي؟. الإجابة على هذا السؤال ربما تأتي ضمن التوصيات، التي أُعلنت في المؤتمر الذي أقيم في العاصمة المصرية، بمشاركة 22 دولة، والتي تمثلت في «منع كبار السن ممن تجاوزا ال65 عاماً، ومن هم دون ال12 عاماً من الحج، إضافة إلى تحديد الأمراض المزمنة، كالسكر، والقلب، والكبد، والكلى، والضغط، والسمنة المفرطة». وافتتحت ممرضة فلبينية في حزيران (يونيو) الماضي، صراع المملكة مع «أنفلونزا الخنازير»، وتوالت إثرها الأرقام سريعاً، إذ لم تكن المملكة في مأمن من مرض «H1 N1” العالمي منذ بداية ظهوره في المكسيك، وفي غضون شهرين، اقترب الرقم من حاجز ال300 مصاب. ولم تكن الممرضة الفلبينية (40 عاماً) العائدة من إجازتها السنوية من طريق مطار البحرين، إلى الملك خالد الدولي في الرياض، والعاملة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، السبب الوحيد في إدخال المرض إلى المملكة، بل شاركها مواطنون ومقيمون آخرون. إلا أنها سجلت نفسها كأول حالة إصابة. وبدأت أعراض المرض عليها بعد ثلاثة أيام من وصولها. وعُزلت في الحجر الصحي، وأُعطيت العلاج المناسب، وخرجت، ولكن دخل بعدها عشرات المصابين، في نحو ست مناطق سعودية. واتجهت بوصلة المرض الى شرق المملكة بعد أسبوع من اكتشاف إصابة الفلبينية، بتسجيل إصابة شاب ثلاثيني قادم من أميركا، لقضاء إجازته الدراسية مع عائلته. وتم الاشتباه في إصابته في مطار الملك عبد العزيز في جدة، ولم يتم حجزه، ليواصل رحلته الى الدمام، وبعد مراجعته برج الدمام الطبي، عزل فيه ثلاثة أيام، وخرج سليماً معافى. واتسعت الرقعة الجغرافية للمرض، لتصل إلى أكثر من ست مناطق سعودية، الرياض، والشرقية، ومكةالمكرمة، والمدينة المنورة، ونجران، والباحة. تصدرت الجنسية الفلبينية قائمة المصابين بالمرض، ومعظمهم من الممرضات اللاتي يعملن في المستشفيات الحكومية. وأحتل السعوديون من فئات عمرية مختلفة، ذكوراً وإناثاً، المركز الثاني في عدد الإصابات بالمرض، بعد تسجيل وزارة الصحة لحالات شبه يومية، نتيجة المخالطة داخل البلاد أو خارجها. وبعد إعلانات شبه يومية عن اكتشاف حالات جديدة، أعلنت وزارة الصحة قبل زهاء أسبوع، توقفها عن إصدار بيانات جديدة. وعزت ذلك إلى «عدم الحاجة المُلحة لأي إعلان جديد خاص بالمرض، وأن هذا الإجراء يتم إتباعه من جانب منظمة الصحة العالمية، وعدد من دول العالم التي ظهرت فيها إصابات»، لافتة إلى أنه «شفي من المرض215 حالة، عادوا إلى ممارسة حياتهم في شكل طبيعي».