يعول أهالي منطقة المدينةالمنورة على بلدة الفقرة (90كيلومتراً غرب المدينة)، في أن تكون منتجعاً نموذجياً يفدون اليه صيفاً، نظراً للطبيعة الخلابة التي تتمتع بها، واجوائه المناسبة في كل أوقات العام. وعلى رغم إنشاء العديد من المشاريع السياحية و «الشاليهات» في قرية الفقرة، إلا أن أبناء المنطقة يرون أنها لا تلبي حاجة السياح، ولا تواكب الميزات الطبيعية التي تنعم بها، مطالبين من الجهات المختصة مزيداً من الاهتمام بالمنطقة، برفدها بالمشاريع السياحية، كالمنتجعات والفنادق السكنية والمطاعم والحدائق، لاسيما وأنها تعتبر مصيفاً للمدينة وينبع البحر وينبع النخل. وتتميز الفقرة باعتدال الجو فيها صيفاً، إذ تقل درجة الحرارة فيها عن 15 درجة مئوية عن ما هي عليه في المدينةالمنورة، وتشتد برودة أجوائها شتاءً، وفي ذلك الفصل لا يستطع سكانها العيش فيها، فيضطرون إلى النزول إلى وادي ينبع ووادي طاشا ووادي رحقان بحثاً عن الدفء، وهي عبارة عن سلسلة جبال، ترتفع عن سطح البحر بنحو1800 متر، متجاورة في خط طولي، تشبة فقرات العمود الفقري، ولذلك سميت بالفقرة، وتشتهر بلدة الفقرة بزراعة النخيل والحبوب وغيرها من الثمار، وحباها الله ميزة لا توجد في أي منطقة أخرى تتمثل في أن النخلة الواحدة فيها تنتج الرطب ثلاث مرات في السنة، ومن أنوع هذا التمر نوع يسمى الكعيك ويقال له الجبيلي والصفوي، وتتحمل النخلة في وقت واحد ثلاثة أصناف من الثمار، فترى في حلقها، جنب منه الطلع وجنب آخر متحمل رطب وجنب ثالث فيه القنو. وتنتج مناحل الفقرة أجود أنواع العسل، و أثبتت معامل التحاليل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وجامعة الملك سعود في الرياض أنه من أجود أنواع الشهد في العالم. وتتميز الفقرة بموقعها الاستراتيجي بين المدينةالمنورة وينبع، فمن أعلى جبل غراب فيها يستطيع سكانها، رؤية أنوار محافظة ينبع البحر والهيئة الملكية، والإضاءات المنطلقة من ينبع النخل من الجهة الغربية. وكان سكان المنطقة القدماء يستطيعون من أعلى منطقة في الفقرة، مشاهدة ميناء ينبع ومعرفة وصول السفن اليه، ليذهبوا ويأتوا بالأرزاق، كما أنهم يستطيعون من شرق الموقع نفسه رؤية أنوار المدينةالمنورة ومنارات الحرم النبوي الشريف .