واصل المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل مساعيه الهادفة الى دفع عملية السلام، فدعا من القاهرة الدول العربية الى اتخاذ مبادرات ايجابية على طريق التطبيع التدريجي مع اسرائيل في اطار السلام الشامل، وفي الوقت نفسه دعا في اسرائيل الى البدء في التعامل مع المستوطنات كخطوة نحو تحقيق السلام الشامل. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة ان فريق ميتشل مهد لزيارته لرام الله باقتراح اجراء مفاوضات لمدة محدودة (18 شهرا) من دون تجميد كامل للاستيطان، لكن يتم خلالها ترسيم الحدود النهائية للدولة الفلسطينية تمهيداً لتسوية ملف الاستيطان. واعلن ميتشل، في تصريحات عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس، ان السلام الشامل يعني «تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبين اسرائيل وسورية ولبنان، وتطبيع العلاقات بين اسرائيل وجميع دول المنطقة». واضاف ان تحقيق السلام الشامل «يستلزم بدء مفاوضات بين الاطراف المختلفة للمساعدة على تحقيق اتصالات ذات مغزى». واوضح انه سيلتقي خلال جولته الكثير من الزعماء العرب «لتشجيعهم على اتخاذ خطوات حقيقية من اجل التطبيع»، مضيفا: «لا نطلب من احد ان يقوم بالتطبيع الكامل في هذه المرحلة». وغادر ميتشل القاهرة متوجهاً الى تل ابيب في طريقه الى رام الله حيث كان مقرراً ان يلتقي الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض مساء امس. وقالت مصادر مطلعة ان فريق ميتشل مهد للزيارة بلقاءات عدة مع عباس اقترح خلالها مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية لمدة محدودة (18 شهرا) بهدف التوصل الى تسوية سياسية نهائية من دون تجميد كامل للاستيطان. واوضحت ان الجانب الاميركي يسعى الى اتفاق على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية يصار بعده الى تسوية موضوع الاستيطان بحيث يجري تفكيك المستوطنات الواقعة في مناطق الدولة الفلسطينية، ومواصلة النمو في المستوطنات التي يجري الاتفاق على بقائها في حدود الدولة العبرية ضمن اتفاق تبادل الاراضي المحتمل. واوضحت ان ميتشل يبحث مع اسرائيل الحصول على تعهدات قاطعة بعدم التوسع في مستوطنات في قلب الضفة بما يمهد لاستئناف المفاوضات. غير ان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات رد على هذا الاقتراح قائلا ل «الحياة»: «اذا فشلت الادارة الاميركية الآن في حمل اسرائيل على وقف التوسع الاستيطاني، فمن يصدق انها ستكون قادرة على حمل اسرائيل على الانسحاب من الاراضي المحتلة العام 1967 وحل قضايا القدس واللاجئين». واضاف: «وقف الاستيطان، بما فيه النمو الطبيعي في المستوطنات، ليس شرطا فلسطينيا لاستئناف المفاوضات، وانما هو التزام اسرائيلي بموجب خريطة الطريق». وكان ميتشل حض الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز على وقف الاستيطان، وقال له ان اسرائيل تستطيع ان تحسن الاجواء من خلال «التعامل مع القضايا الصعبة مثل المستوطنات والبؤر الاستيطانية». ومن المقرر ان يستكمل ميتشل محادثاته في اسرائيل اليوم بلقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قبل ان يتوجه إلى البحرين. وتشكل جولة ميتشل جزءا من حملة ديبلوماسية اميركية واسعة تشمل زيارة وزير الدفاع روبرت غيتس لاسرائيل والاردن امس حيث بحث في عملية السلام ولموضوع الايراني، وزيارة مستشار الامن القومي جيمس جونز للمنطقة اليوم.