عاشت السماوة (جنوب العراق) يوماً موسيقياً لم تشهده منذ الغزو الاميركي للبلاد عام 2003، فيما تستعد المدينة لإقامة مهرجان شعري يعيد دورها الثقافي الى الذاكرة بحسب المنظمين. وكانت بساتين «السماوة» بنخيلها الكثيف توصف بانها ملهمة للمطربين والملحنيين والشعراء، لكن أجواء التطرف كانت شلت الحركة الثقافية فيها خلال السنوات الماضية. واقيمت حفلة موسيقية هي الاولى في السماوة، ليل الثلثاء - الاربعاء، شارك فيها عازفون من المدينة، قالوا انهم سيعيدون إليها الحياة من جديد عبر عروض مستمرة. وحملت الحفلة التي اقيمت في قاعة الشباب، عنوان «ربيع الصداقة الموسيقية الأول». وشارك فيها المطربون والموسيقيون أسعد عبد الحسين وتحسين العباسي وخالد بركات ومحمد العاشق وأحمد حسين وجبار ياسين وقيس أحمد بهيش وجميعهم من اهالي المدينة. وأدت الفرق الموسيقية اغاني عراقية قديمة بينها اغنية للمطرب العراقي حسين نعمة «نخل السماوة يكول طرتني سمرة». وأعرب الاهالي عن فرحتهم بالحفلة باعتبارها اشرت الى عودة الحياة والامل الى مدينتهم، آملين في ان يسهم التحسن الامني في جذب الفرق الفنية والمسرحية الى محافظتهم. وحركت الحفلة المياه الراكدة في هذه المدينة الفراتية التي هي امتداد للجزيرة العربية ووريثة حضارة عظيمة غابرة لم يبق منها سوى آثار «الوركاء». وتعتزم وزارة الثقافة العراقية اقامة مهرجان شعري يحمل اسم «الوركاء» مشابهاً لمهرجان المربد في البصرة. وقال الفنان حامد الصافي ل»الحياة» ان صحراء السماوة التي تنطلق من محاذاة المملكة العربية السعودية، «أورثت اهالي المدينة القيم العربية الاصيلة، وألهمتهم في تذوق الشعر وجميع انواع الفنون.