أعلنت المديرية العامة للسجون في منطقة الباحة أخيراً،الإفراج عن 83 سجيناً في الحق العام وذلك بعد صدور أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكريمة بالإفراج عن سجناء الحق العام بمناسبة شهر رمضان الكريم، لتمكينهم من قضاء شهر رمضان المبارك مع أسرهم. وعاش سجناء منطقة الباحة أجواء من الفرح والابتهاج، بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بالإفراج عن سجناء الحق العام بمناسبة شهر رمضان، فانهالت الاتصالات الهاتفية على سجون الباحة من أهالي السجناء الذين يرغبون في معرفة مدى شمول ذويهم في المكرمة الملكية. وقال مدير سجون منطقة الباحة العميد فراج حبيب العصيمي ل «الحياة» إن لجان العفو مستمرة في درس ملفات السجناء لإطلاق سراح النزلاء الذين تنطبق عليهم شروط العفو، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد الإفراج عن سجناء آخرين. وأكد العميد العصيمي أن العفو الملكي يشمل جميع سجناء الحق العام من الرجال والنساء من السعوديين والمقيمين، إلا أنه سيُستثنى منه أصحاب الجرائم التي تهدد أمن المجتمع، والتي يقتضي فيها الجرم عدم إخراج الجناة. وتعهد عدد من السجناء بعدم العودة مرة أخرى لارتكاب الجرائم التي تفضي إلى السجن، مؤكدين أنها تجربة صعبة ونقطة تحول في حياتهم إلى الأفضل. وقال الاستشاري النفسي علي الرويلي ل «الحياة»: «إن السجين يبدأ في المعاناة النفسية عند قرب الإفراج عنه وذلك لخوفه من عدم تقبل المجتمع له وهو ما قد يصيبه بصدمة «مجتمعية» قد تتسبب في عودته مرة أخرى إلى السجن، وهذا إن حدث قد يحول السجين من مجرم عادي إلى سجين يشكل خطراً على نفسه وعلى المجتمع على اعتبار أنه يخرج وهو مليء بالإحباط بعد فترة سجنه». وأضاف: «إن من العوائق التي تقف في وجه السجين بعد خروجه هو البحث عن وظيفة وهذه معاناة أخرى في ظل شح الوظائف، إضافة إلى سمعة السجين وعدم رغبة كثير من المنشآت في توظيفه بمجرد معرفتهم أنه كان في السجن»، منوهاً بأن السجين لو كان يعيل أسرة فإن على جميع المقربين منه مساعدته في الحصول على مصدر رزق حتى لا يعود مرة أخرى إلى الجرائم ومن ثم السجن. وأشار الرويلي إلى إن احتمال عودة السجين إلى السجن منخفضة جداً، وذلك في حال استقبلته أسرته والمجتمع على أنه شخص عادي مثلهم، وتاب من الذنب الذي اقترفه، وأن مكوثه في السجن للتكفير عن ذنبه، إضافة إلى توفير مصدر رزق له وعدم تذكيره بأنه «خريج سجون»، مؤكداً على أهمية تهيئة السجين نفسياً وعقلياً ومهارياً قبل خروجه من السجن لتقبل كل ما قد يواجهه من صعوبات اندماج اجتماعية وكيفية التعامل مع هذه التغييرات.