بدأ تنفيذ حالة استنفار قصوى لم تشهدها لندن في تاريخها، حتى بعد هجمات تموز (يوليو) 2005 التي استهدفت قطارات الأنفاق، يشارك فيها 18200 جندي وما يزيد على 30 ألف شرطي وحوالى ألف عنصر أمني خاص يرافقون 506 من الشخصيات الرئيسية الزائرة لمناسبة «أولمبياد لندن». لكن هذا العدد لا يضاهي ما خصصته الصين لحماية «أولمبياد بكين 2008»، والذي قارب 2.5 مليون عسكري ومدني. وكانت لجنة الطوارئ في الحكومة البريطانية (كوبرا) اجتمعت أمس برئاسة ديفيد كامرون وقررت زيادة إعداد الجنود بحوالى 1200 عنصر لإعطاء المزيد من الطمأنينة للزوار أثناء «أولمبياد لندن 2012» الذي يُفتتح الجمعة، ويتوقع أن يشاهد الاحتفال حول العالم حوالى بليون شخص، أي أقل من مشاهدي عرس الأمير وليم وكيت دوقة كمبريدج. وكان لورد سباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة للدورة قال: «إن إجراءات الأمن ستكون على ما يرام خلال أيام الدورة». ونفى كو، في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وجود أي مخاوف أمنية، مشيراً إلى أن «كفاءة أفراد الأمن هي المعيار الأساسي وليس عددهم». وقدر عدد الأفراد الذين سيقومون بمهام تأمين الأولمبياد ب 50 ألف شخص، وبموازنة قاربت 1.2 بليون استرليني (بليونا دولار) تستهدف حماية الرياضيين ال10 آلاف والزوار وقطارات الأنفاق والفنادق والقرية الأولمبية والمطارات وقصر باكنغهام وغيرها من المرافق السياحية والعامة حيث تجمعات الرياضيين والزوار. وكان وزير الألعاب الاولمبية جيرمي هنت الذي أعلن نشر القوات الإضافية، قال إنه على رغم استمرار ارتفاع عدد عناصر الأمن المشاركين في الحماية إلا أن أعضاء الحكومة في لجنة الطوارئ «أرادوا عدم ترك أية ثغرات». وأكد أن «مستويات أعداد عناصر الأمن في المواقع تخضع لمراجعة متواصلة». وأضاف أن «عدد عناصر الحماية يواصل الارتفاع، ونتوقع أن يكتمل العدد اللازم في الوقت المناسب، إلا أن الوزراء قرروا أن علينا أن ننشر 1200 جندي إضافي تم وضعهم على أهبة الاستعداد الأسبوع الماضي». ومع زيادة عدد الجنود المكلفين تولي «عملية الأولمبياد» إلى 18.2 ألف جندي، من بينهم 13 ألف من الجيش و 2600 من البحرية الملكية ومثلهم من القوات الجوية، تم تخصيص بعض الوحدات والعناصر الذين أعيدوا من أفغانستان في وقت سابق في حماية الألعاب والزوار. وكانت دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008 شهدت حماية أمنية غير مسبوقة في تاريخ الأولمبياد شارك 34 ألف جندي و110 آلاف شرطي و1.4 مليون شاب دربوا للحفاظ على الأمن و300 ألف متطوع للرقابة البصرية والإلكترونية ولاستراق السمع وبطاريات صاروخية لحماية أجواء بكين و74 طائرة حربية لرد أي اعتداء، و48 هليكوبتر عسكرية إضافة إلى 33 زورقاً حربياً بكلفة ثلاثة بلايين استرليني (4.5 بليون دولار). ولم تكشف لندن النقاب عن عدد الطائرات الحربية المشاركة في الحفاظ على أمن الأولمبياد ولا عدد طائرات الهليكوبتر. واكتفى ناطق باسم اللجنة الأمنية بالقول إن القواعد الجوية المحيطة بلندن وضعت في حالة تأهب. كما تم نشر صواريخ مضادة للطائرات قرب القرية الأولمبية على رغم اعتراض السكان. وأكثر ما يُقلق المسؤولين وقوع حادث إرهابي يطغى على الحدث الرياضي ويشل حركة النقل في العاصمة وضواحيها ويدفع الوفود المشاركة إلى المغادرة قبل انتهاء الدورة.