فتحت الشرطة الهندية النار على حشد من الناس في ولاية اسام (شمال شرق) أمس، في محاولة لاحتواء قتال عرقي وطائفي تسبب في مقتل 22 شخصاً خلال يومين وأحراق قرى، ما أجبر حوالى 30 الفاً من السكان على ترك ديارهم. ومع تواصل القتال بين قبائل «بودو»، وهم السكان الأصليون، والمستوطنين المسلمين، أعلنت الشرطة ان عناصرها فتحوا النار لتفريق عصابة من 400 فرد هاجمت قطاراً سريعاً بالرماح والهراوات والحجارة، ما ادى الى سقوط جرحى. ونظم جنود الجيش وقوات الأمن الفيديرالية دوريات في بلدة كوكراغهار التي تهيمن عليها قبائل «بودو» ومناطق نائية، مستخدمين آليات مدرعة ومزودين أسلحة آلية. ويطالب السكان بمزيد من التعزيزات لوقف العنف الذي امتد الى مناطق ريف اخرى مجاورة خلال الليل، بعد حرق الحشود المتناحرة قرى على ضفاف الانهر ووسط الغابات. وتحدثت تقارير عن تدمير نحو 500 قرية. واتهم اوركهاو جورا براهما، وهو سياسي محلي بارز قوات الأمن ب «مراقبة حرق قرية تلو اخرى بصمت»، وزاد: «اعتقدت بأن الوضع عاد الى طبيعته صباح أمس، لكنني كنت مخطئاً. بدأ العنف مجدداً وخرج الوضع عن السيطرة». وحذر هاجراما موهيلاري، زعيم المجلس القبلي الذي يحكم المنطقة، من ان انفصاليين سابقين انضموا الى اعمال العنف لحماية قرى البودو. وحض المتمردين على القاء السلاح والتزام وقف رسمي لاطلاق النار. ويضم شمال شرقي الهند أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية، ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947. وظهرت بين القبائل الهندوسية والمسيحية في السنوات القليلة الماضية مشاعر قوية مناهضة للمهاجرين وللمسلمين تستهدف المستوطنين من بنغلادش.