بعد نحو أسبوع على انفجار استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق التابع لحزب البعث وأودى بحياة رئيس المكتب هشام بختيار ووزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن توركماني، أجرى النظام السوري سلسلة تعيينات أمنية في الأجهزة الرئيسية، يأتي ذلك فيما قالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية نقلاً عن النائب في البرلمان السوري محمد زهير غنوم قوله إن السلطات السورية اعتقلت شخصاً تقول إنه نفذ تفجير دمشق. وحول إعادة الهيكلة الأمنية قال مصدر أمني سوري لفرانس برس إنه تم تعيين اللواء علي مملوك مديراً لمكتب الأمن الوطني في سورية الذي يشرف على الأجهزة الأمنية في الدولة. وأوضح المصدر أن «اللواء علي مملوك الذي كان مديراً لأمن الدولة أصبح رئيساً لمكتب الأمن الوطني برتبة وزير، وهو يشرف على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية». وسيحل مملوك محل هشام بختيار الذي توفي متأثراً بجروح أصيب بها في التفجير الذي وقع يوم الأربعاء الماضي. وحل اللواء ديب زيتون الذي كان رئيساً للأمن السياسي محل مملوك في حين عين رستم غزالة مدير المخابرات السورية السابق في لبنان ورئيس مخابرات فرع دمشق، رئيساً للأمن السياسي محل زيتون. وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن عبد الفتاح قدسية رئيس المخابرات العسكرية عين نائباً لمملوك وحل محله علي يونس المساعد المقرب لآصف شوكت. وأوضح المصدر السوري أن مكتب الأمن الوطني يتبع بموجب الدستور الجديد لرئيس الجمهورية وللدولة، وليس كما كان الأمر سابقاً عندما كان المكتب تابعاً لحزب البعث، وذلك بعد إلغاء أحادية قيادة حزب البعث في الدستور الجديد الذي أقر في شباط (فبراير) الماضي. إلى ذلك، قالت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء إن السلطات السورية اعتقلت شخصاً تقول إنه نفذ التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي. ونقلت «فارس» عن النائب في البرلمان السوري محمد زهير غنوم قوله إن المشتبه به يعمل في مقر الأمن القومي حيث وقع التفجير. وقال غنوم: «اعتقل العميل الذي نفذ التفجير في مبنى مجلس الأمن القومي الأعلى». وأضاف: «الشخص المعتقل هو موظف في نفس المبنى لكن ليس بوسعي إعطاء المزيد من التفاصيل. على الأرجح سيتم إذاعة اعتراف هذا الشخص». وقال مصدر أمني لرويترز الأسبوع الماضي إن المفجر كان يعمل حارساً مكلفا بحراسة أعضاء من الدائرة المقربة من الأسد. وكان التلفزيون السوري أعلن أن مفجراً انتحارياً نفذ الهجوم. وقال غنوم إن أعداء سورية استأجروا المسؤول عن التفجير وإن السلطات لن تسمح للولايات المتحدة أو إسرائيل أو تركيا أو قطر بإضعاف الأمن السوري. ولم يكن واضحاً لماذا اختار المسؤول السوري إعلان الاعتقال عن متورط في الهجوم في وسيلة إعلام إيرانية وليس عبر الإعلام السوري الرسمي. ويعتبر تفجير دمشق أعنف ضربة توجه للقيادة السورية منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من 16 شهراً.