قرر الاتحاد الأوروبي تشديد عقوباته على سورية وعمليات مراقبة الحظر على الأسلحة لزيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، موضحاً أنه يناقش في الوقت نفسه مسألة زيادة مساعدته الإنسانية للاجئين. وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على هامش اجتماع في بروكسل أمس الحزمة السابعة عشرة من العقوبات التي تضيف 26 شخصاً وثلاث شركات جديدة إلى اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي التي تمنع منح تأشيرات وتتضمن تجميد أرصدة، كما اعلن الاتحاد الأوروبي. وشددوا من جهة أخرى الحظر على الأسلحة عبر اعتماد الرقابة الإلزامية للسفن والطائرات المشبوهة بنقل أسلحة وعتاد يمكن أن تستخدم في عمليات القمع في سورية. وسيطبق هذا الإجراء في مرافئ الاتحاد الأوروبي ومطاراته وفي المياه الإقليمية الأوروبية. وتمنع العقوبات أيضاً طائرات «شركة الخطوط الجوية السورية من الهبوط في أوروبا»، كما أوضح وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن لدى وصوله إلى الاجتماع. وفي عقوباته الجديدة التي لن تنشر تفاصيلها قبل اليوم في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، سيتصدى الاتحاد إلى قطاع القطن أيضاً، كما قال ديبلوماسي أوروبي. واعتبر عدد كبير من الوزراء الأوروبيين أن سورية بلغت منعطفاً بعد التفجير الذي استهدف الأسبوع الماضي عدداً من كبار المسؤولين الأمنيين في دمشق، والمعارك التي بلغت العاصمة. وقال وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية مايكل لينك «من الواضح جداً أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد فقد كل صدقيتة». وأضاف «انه يصارع من اجل البقاء. فهو بالتأكيد قادر على أن يقتل أعداداً إضافية من الأشخاص، لكنه لن يستطيع بالتأكيد تحقيق الانتصار». وشبه وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن الذي يعتبر أن النظام «دخل دوامة الضياع»، بين تفجير الأسبوع الماضي وتفجير 20 تموز (يوليو) 1944 الذي استهدف أدولف هتلر. وتساءل «هل كان عملاً إرهابياً أم عملاً بطولياً»، معتبراً مع ذلك أن تزويد المعارضة بالأسلحة من شأنه أن «يطيل أمد النزاع». وقال نظيره السويدي كارل بيلت إن «النظام سيسقط، لا نعرف متى، لكن علينا أن نستعد لليوم الذي يلي» السقوط. ويجري الاتحاد الأوروبي أيضاً مناقشات لزيادة مساعدته الإنسانية للاجئين والمدنيين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «يتعين علينا الآن أن نزيد مساعدتنا الإنسانية للذين يفرون عبر الحدود» خصوصاً إلى الأردن. ودعا نظيره الفرنسي لوران فابيوس أيضاً إلى «مساعدة دول الجوار» مثل لبنان والأردن «المضطرة إلى استقبال الكثير من اللاجئين». وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ضاعفت مساعدتها العاجلة للاجئين السوريين، لتبلغ 63 مليون يورو. وقالت المفوضية إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دفعت من جهتها حتى اليوم 27.5 مليون يورو من المساعدات الإنسانية. وذكرت المفوضة الأوروبية للمساعدة الإنسانية كريستالينا جورجيفا أن «مئات آلاف السوريين يعيشون وضعاً ميؤوساً منه. الحاجات كبيرة في البلاد لكنها تزداد في البلدان المجاورة التي تواجه تدفقاً كبيراً للاجئين السوريين». وأضافت أن «زيادة مساعدة الاتحاد الأوروبي هي التعبير الملموس لتضامننا مع الشعب السوري المتضرر من النزاع».