قتل وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائب وزير الدفاع آصف شوكت صهر الرئيس السوري ووزير الدفاع السابق العماد حسن توركماني رئيس خلية الأزمة في تفجير انتحاري استهدف مبنى الأمن القومي بوسط دمشق. وتبنى «الجيش السوري الحر»، الهجوم وهو الأول الذي يستهدف مسؤولين بهذا المستوى في العاصمة السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار (مارس) 2011. وكان «الجيش الحر» أعطى في 13 تموز (يوليو) «جميع أركان النظام من مدنيين وعسكريين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري للانشقاق الفوري والمعلن... وإلا سيكونون تحت دائرة الاستهداف المباشر ويدرككم الموت حتى ولو كنتم في بروج محصنة». وأعلن الإعلام الرسمي السوري أمس «استشهاد» راجحة الذي يشغل أيضاً منصب نائب القائد العام للجيش السوري ونائب رئيس مجلس الوزراء، وشوكت في وقت لاحق، ثم توركماني الذي يشغل أيضاً منصب مساعد نائب رئيس الجمهورية «متأثراً بجروح أصيب بها جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي». وأفاد مصدر امني لوكالة فرانس برس عن إصابة كل من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار بجروح. وأوضح مصدر امني أن «الانتحاري فجر حزامه الناسف» داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الأمن القومي الذي يحظى بحراسة مشددة في حي الروضة الراقي بوسط العاصمة السورية. وقال التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل «التفجير الإرهابي الانتحاري الذي استهدف مبنى الأمن القومي بدمشق وقع في أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة المختصة». وذكر في خبر عاجل «استشهاد العماد داود عبد الله راجحة وزير الدفاع من جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي». وقال مصدر امني لرويترز إن شوكت الذي يتولى منصب نائب رئيس الأركان العامة في الجيش السوري ورئيس المخابرات العسكرية سابقاً توفي في المستشفى الذي نقل إليه في دمشق. وذكر ناشطون في دمشق عبر الهاتف أن الحرس الجمهوري طوق مستشفى الشامي في العاصمة السورية بعد وصول سيارات إسعاف تحمل جرحى من مكان الانفجار. وصرح مصدر أمني سوري بأن الانتحاري الذي فجر العبوة الناسفة في اجتماع للوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين كان حارساً خاصاً في الدائرة المقربة من الأسد. وقال تلفزيون «المنار» إن التفجير تم من خلال دخول شخص له علاقة بإحدى الشخصيات الأمنية السورية. وأشار ناشطون عبر الهاتف إلى تزايد وجود قوات الأمن حول مستشفى الشامي في الموقع الذي حدث فيه التفجير في منطقة الروضة، وقالوا إن هذا يشير إلى أن مسؤولين بارزين قد أصيبوا في الانفجار. ووردت أسماء كل المسؤولين الذين قتلوا أو أصيبوا أمس في أيار (مايو) الماضي عندما تم الكشف عن محاولة لاغتيالهم عبر تسميمهم. وكشف مصدر ديبلوماسي في دمشق في حينه أن احد عاملي إيصال الوجبات السريعة قام بدس الزئبق في وجبة لهؤلاء القادة قبل أن يلوذ بالفرار. وقال النائب السوري خالد العبود اثر التفجير «إن الدولة مستهدفة بكل مؤسساتها. إنها حرب مفتوحة ضد جميع السوريين». وأضاف «هناك أطراف خارجية تعمل من اجل تدمير الدولة السورية» متهماً الولاياتالمتحدة وأدواتها» في الداخل. وقد تبنى «الجيش السوري الحر» عملية التفجير في بيان جاء فيه «أن هذه العملية النوعية ضمن خطة بركاندمشق- زلزال سورية ما هي إلا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه». وقال قاسم سعد الدين الناطق باسم الجيش الحر إن هذا هو البركان الذي كانوا تحدثوا عنه وأنه بدأ للتو. كما أعلنت جماعة تسمى «لواء الإسلام» في بيان نشرته على صفحتها على فايسبوك إنه تم «استهداف مكتب الأمن القومي والذي يضم مكتب ما يسمى خلية إدارة الأزمة في العاصمة دمشق». وأكد ناطق باسم الجماعة إعلان المسؤولية عبر الهاتف.