بعد الانتهاء من أعمال الصيانة في «مسرح البالون»، انطلقت قبل أيام الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون السيرك التي تمتد حتى آخر الشهر الجاري، بمشاركة خمس دول هي البرتغال وروسيا وإثيوبيا وأوزبكستان وأوكرانيا إضافة إلى مصر. ويعدّ المهرجان ملتقى وساحة تنافس وتبادل خبرات بين فناني السيرك. وقدمت فرقة السيرك القومي المصرية فقرات من «ريبرتوار» الفرقة العريقة التي قامت على أكتاف أفراد عائلة «الحلو»، وهم أشهر وأقدم من عمل في هذا الفن وأسس له في مصر، ومنهم الشاب محمد عصام الحلو، فنان المشي على الحبل الذي أبهر الجمهور، خصوصاً أنه يسير على الحبل العالي من دون حزام أمان، ويتحرك إلى الخلف والأمام تتبعه صرخات الأطفال وتوجيهات مدرّبته. ويقول محمد: «أنا مولود في هذا المكان، أمي هي حنان الحلو وأبي عصام الحلو، تعلمت منهما أساسيات العمل في السيرك ومواجهة خطورة الألعاب بقلب شجاع، وذلك بالتدريب الشاق ثلاث ساعات متواصلة يومياً، واكتساب درجات أعلى من الصعوبة في أداء الحركات، فهذا هو الطريق الى الاحتراف والمنافسة مع الفرق العالمية». وقدّم فقرة المهرج أو «البلياتشو» الثلاثي «مشمش وبندق وكلبظ» (وأسماؤهم الحقيقية رفعت وسيد وهشام). وقال أحدهم: «هي مهنة صعبة وقديمة وكانت تشكل الثنائي الأبدي، أي الملك والمهرج، إذ يقوم الأخير بتسلية الملك وإضحاكه، لكن بما أن المهرّج في النهاية واحد من عامة الشعب، فإنه يمرر رسائل نقدية لاذعة ضمن هذا الإطار، وكثيراً ما طارت رقاب مهرجين أثاروا غضب الملوك القدامى». ويعلّق آخر: «نحتاج إلى سرعة البديهة إذا ما علّق طفل على ما نؤديه من حركات وقفشات، ويكون ذلك في شكل طريف، بل يمكن أن نعلّمه شيئاً مفيداً فيما نضحكه». وقدمت لاعبة الطوق حركات بهلوانية بالدوائر المعدنية، كما تبارى لاعبان بالسيوف في استعراض أبهرا فيه الجمهور بمدى سرعتهما والتفاهم بينهما.