تصاعدت الاحتجاجات المطلبية في لبنان امس، ومنها ما جاء تلبية لدعوة «هيئة التنسيق النقابية» احتجاجاً على عدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، ومنها ما كان استمراراً للمطالبة بالتثبيت بالنسبة الى المياومين في مؤسسة «كهرباء لبنان». وقال بيان ل «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان» ان المياومين تعرضوا (أول من أمس) ل «أعمال بلطجة قامت بها مجموعات منظمة تابعة لقوى سياسية تتغنى بشعار الاصلاح والتغير». موظفو القطاع العام ونزل موظفو الوزارات والدوائر الرسمية الى الشارع وبينهم موظفو «ديوان المحاسبة» و «التفتيش المركزي» والدوائر العقارية ودوائر النفوس وقصور العدل في بيروت ومختلف المناطق، وعبروا في اعتصام مركزي عن اوضاعهم المادية المتردية. وانتقد المعتصمون في سراي الهرمل «إخلال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالوعد الذي قطعه مرات عدة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، خصوصاً ان اسعار السلع بارتفاع مستمر من دون حسيب او رقيب». وأعلن الاساتذة الثانويون مقاطعتهم تصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية وإعلان النتائج. وتوجه نقيب المعلمين نعمة محفوض خلال اعتصام الى الرئيس ميقاتي مذكراً اياه بأنه سبق ان تعهد «في حال لم يمر مشروع الموازنة في مجلس الوزراء بأنه على استعداد لتمرير السلسلة وحدها»، ونبهه الى «أن لا أحد يستطيع دق إسفين في هيئة التنسيق النقابية، ونتمنى أن ينتهي الموضوع غداً، وإلا ستذهب هيئة التنسيق النقابية نحو التصعيد». وإذ لفت وزير الداخلية مروان شربل في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» الى «وجوب النظر الى إمكانات الدولة قبل التحدث عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب»، اكد «أن الموضوع قيد البحث في اللجنة المكلفة متابعة الملف»، ونفى «أن يكون هناك فصل لرواتب المعلمين عن باقي الموظفين». مياومو الكهرباء و«غارات التغيير والاصلاح» وواصل مياومو مؤسسة «كهرباء لبنان» وجباة الاكراء اعتصامهم داخل الخيمة منصوبة داخل حرم المؤسسة، وتابع بعضهم اضراباً عن الطعام، وصرخ امام كاميرات التلفزة لمطالبة المسؤولين «بأن يستحوا من لا مبالاتهم تجاه الشعب»، وان «يقروا التثبيت من دون أي تأخير». وأوضح عضو لجنة المياومين بلال باجوق «ان اللجوء إلى الإضراب عن الطعام تعبير سلمي حضاري عن مشروع تثبيتنا لا أكثر، فمن الأفضل ألا يضعوا هالة أمنية حول تحركنا ويعتبروننا محتلين أو غير ذلك. إننا سلميون ولا نزال نأتمر بأوامر المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان. كما أننا نطلب من القوى الأمنية أن تحمينا وتحمي اعتصامنا من الغارات التي تُشنّ علينا. فالهجوم الذي شُنّ علينا في الأمس من قبل المطالبين بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، جاؤوا مطالبين بحصتهم من التوظيف إذا ما حصل. جاء أصحاب الشهادات أمس لرشقنا بالحجارة ترافقهم سيارات «رانج روفر» مفيّمة لدعمهم». وقطع عدد من العمال المياومين امس طريق العاقبية - صور لمدة 10 دقائق. وردت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان على جباة الاكراء بمطالبة «من يحتفظ بأموال وفواتير مجباة من المواطنين الى تسليمها تحت طائلة المسؤولية القانونية»، مشيرة الى ان «من سلم الفواتير والاموال قبض مستحقاته».