قال الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي، إن ما جرى في قرية التريمسة في ريف حماة يوم الخميس الماضي «ليس مجزرة، بل هو عملية عسكرية واشتباك بين قوات الجيش ومجموعات إرهابية مسلحة لا تؤمن بالحوار والحل السياسي بل بالخطف والقتل والإرهاب»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش لم تستخدم أي أسلحة ثقيلة خلال دخول القرية»، وإلى أن «المجموعات المسلحة» ارتكبت 10500 خرق لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وقال مقدسي في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن «قوات الجيش لم تستخدم أي أسلحة ثقيلة خلال دخول القرية استجابةً لنداءات المواطنين، وإن الأضرار التي حلت بها أصابت خمسة مبان فقط استخدمتها المجموعات الإرهابية كمقرات لها ومستودعات لأسلحتها»، لافتاً إلى إن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم تسلّم رسالة من مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان حول ما جرى في التريمسة، و «أقل ما توصف به الرسالة أنها متسرعة إلى أبعد الحدود، ولم تستند إلى حقائق ما جرى في القرية». وأضاف إن المعلم وجه رسالة جوابية إلى أنان و «طلب تعميمها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهي تتضمن نقاطاً عامة لها علاقة بما جرى، وهو أن مجموعات إرهابية مسلحة غزت القرية وتمركزت فيها وأرهبت سكانها المدنيين وأقامت فيها مقرات قيادة ومستودعات أسلحة وأماكن لتعذيب المخطوفين وهاجمت أكثر من نقطة عسكرية لقوات حفظ النظام المتمركزة في أطراف القرية، ما استدعى الرد والاشتباك». وزاد أن التريمسة قرية صغيرة مساحتها واحد كيلومتر مربع، و «ما يُدّعى في وسائل الإعلام المغرضة، أن الجيش استخدم 150 دبابة في هذه المساحة الضيقة، هو استهتار بعقول الناس». وأشار مقدسي إلى أن قوات الجيش وحفظ النظام دخلت القرية في كانون الثاني (يناير) الماضي «بناء على استغاثات من الأهالي وخرجت بشكل مشرف بعد أن استتب الأمان فيها، وقد يكون هناك معارضون في هذا المكان أو غيره ولكن حتى هؤلاء المعارضون فكرياً أو ممن هم غير راضين عن الأزمة في سورية، لن يرضوا أن تحتلهم قوات إرهابية تقيم مستودعات الأسلحة وأوكاراً لخطف الناس وتعذيبهم وحرف أي مطالب عن مسارها. وعادت المجموعات المسلحة لتسيطر جزئياً على القرية قبل أن تسيطر عليها في شكل كامل وتقيم مستودعات أسلحة فيها وتحولها إلى منطلق للأعمال الإرهابية ومهاجمة نقاط الجيش وحفظ النظام والقرى المجاورة». وأوضح أن «الاشتباكات مع المسلحين داخل القرية استمرت بضع ساعات، وخمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم، وقوات الجيش لم تستخدم الطائرات أو الحوامات أو الدبابات أو المدفعية، وكل ما قيل عن استخدام الأسلحة الثقيلة للهجوم على قرية مساحتها واحد كيلومتر مربع عار عن الصحة، حيث استخدمت فقط الأسلحة الخفيفة، وأكبرها كان قواذف ال (آر بي جي)، إضافة إلى العربات الناقلة للجنود (بي أم بي) وهي ليست دبابات»، لافتاً إلى أن «توقيت الادعاء باستخدام الأسلحة الثقيلة له علاقة بما يجري، والجدل الدائر في مجلس الأمن لأنهم يريدون فيتاميناً إضافياً كي يقهروا المساعي الروسية الحكيمة في المجلس». وقال مقدسي إن بعثة الأممالمتحدة الموجودة في سورية توجهت إلى المكان بواسطة 11 سيارة وفيها خبراء مدنيون وعسكريون «تمكنوا من دخول التريمسة وهم سيعودون إلى المنطقة اليوم (أمس) مرة أخرى، ولو كان هناك مجزرة، أو أن الموضوع ليس دفاعاً عن المدنيين واشتباكاً مع مجموعات مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي، لما سمحنا للبعثة بالتوجه إلى هناك». وقال مقدسي إن من «قتل خلال العملية هم 37 مسلحاً و2 من المدنيين فقط، وهذا بتأكيد مصادر موثوقة وبشهادة رجل جليل شارك في دفن هؤلاء لا أستطيع ذكر اسمه حالياً كي لا يُقتل على أيدي طلاب الحرية»، لافتاً إلى أن «الغالبية ما زالت من الشرفاء، والأقلية هي من تغطي على من يتحدى الدولة ولا يريد الحل السياسي». وزاد إن «الجثث التي صوروها ونشروها معظمها لملتحين من المعروفة توجهاتهم السلفية، وبغض النظر عن ذلك، فكل من يحمل السلاح ضد الدولة ولا يؤمن بالحل السياسي سيكون في مواجهة مع الجيش، أما من يؤمن بالحل السياسي والحوار فأبواب سورية مفتوحة له من دون محرمات وما نريده فقط هو الإيمان بهذا الوطن». وأكد مقدسي أن «عدد الخروقات الموثقة لخطة أنان والتي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بلغ 10500 خرق، وأن سورية ترسل يومياً رسالة مفصلة إلى أنان بالخروقات التي تحصل، وأين تحصل، ومن استشهد نتيجتها من مدنيين وعسكريين وإمكانية التأكد منها». وفي شأن تصعيد المعارضة ضد أنان وهجومها عليه، قال مقدسي: «لو كانت المعارضة تؤمن بالحل السياسي لانضمت إلى جميع المبادرات التي أطلقت للحوار، سواء المبادرة الروسية أو الصينية التي وافقنا عليهما، ولكنها ضربت عرض الحائط بكل المبادرات، وهذا تصرف صبياني بالتعاطي مع ملف وطن، ونحن لسنا متفاجئين بأن تضرب بمصداقية أنان، التي من صالحنا نجاح خطته ذات البنود الستة والتي لها علاقة بتهدئة النفوس والعنف والانتقال إلى مرحلة الحل السياسي الذي يقوده السوريون»، معرباً عن «التمني» لأنان «التوفيق، ومن الطبيعي في مسيرة أي عمل ديبلوماسي سياسي أن يكون هناك من يُدخل معلومات خاطئة وأن تكون هناك إساءة تفسير، ولذلك نحن لدينا لجنة وطنية كاملة الصلاحيات بعيدة من أي بيروقراطية تجتمع على الدوام مع بعثة المراقبين لتذليل أي عقوبات وللنظر بسبل الدفع قدماً بمهمة أنان». وحول خروج العميد مناف طلاس من سورية، قال مقدسي إن «الوضع القانوني للعميد مناف أنه ضابط في الجيش العربي السوري اختار أن يغادر البلاد من دون إذن، وهو يعلم أن شعار الجيش العربي السوري «وطن شرف إخلاص»، وأنا لا استطيع أن أتكلم بالنيابة عنه وعن مواقفه السياسية، لكن شعار الجيش هو برسمه».