ظهر أخيراً هكر يرمز لنفسه باسم «مرجوج هزازي» في الساحة الرياضية السعودية بشكل كبير، عندما يعمل ب «تهكير» أو إغلاق وتخريب مواقع رياضية لأندية عدة، إلى جانب صفحات شخصيات رياضية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ما سبب حالاً من الإرباك لدى غالبية أصحاب المواقع الرياضية والحسابات الشخصية في «تويتر»، خوفاً من أن تطاولهم يدا «مرجوج هزازي». «الحياة» التقت بالهكر «مرجوج هزازي» البالغ من العمر 22 عاماً وتأكدت من هويته الرسمية، فهو شاب سعودي من أبناء محافظة الطائف، موهوب وماهر في أعمال الحاسب الآلي من دون تعلم في جهة علمية، إذ اكتسب خبرة واسعة ومعرفة كبيرة بعلوم الحاسب الآلي وفنونه باجتهاد شخصي، مستغلاً الفراغ الكبير الذي يعيش فيه منذ حصوله على شهادة الثانوية العامة قبل خمس سنوات وعدم التحاقه بجهة عملية أو علمية. «مرجوج هزازي» الذي فضل عدم ذكر هويته الرسمية، وعد «الحياة» باعتزال تهكير المواقع الرياضية كافة وغيرها، حال حصوله على عمل يقتات منه، وكشف أموراً عدة في تفاصيل الحوار الآتي: «مرجوج هزازي» هكر أرعب الكثير، فمن أنت؟ - أنا شاب سعودي من أبناء هذا الوطن الكبير وتحديداً من محافظة الطائف، وحيد أسرتي وحاصل على شهادة الثانوية العامة «علوم طبيعية» بنسبة 85 في المئة، وعاطل عن العمل، وأبحث عن عمل رسمي حكومي أقتات منه. كيف تعلمت «تهكير» واختراق المواقع الإلكترونية؟ - لم يعلمني أحد، وقد لا تصدقني عندما أقول لك إنني اكتسبت معرفة وخبرة كبيرة بعلوم الحاسب الآلي، خصوصاً تصميم المواقع واختراقها، من دون أن ألتحق بمعهد أو كلية في هذا الجانب، فهذه ولله الحمد ميزة امتزت بها، فمنذ تخرجي من الثانوية العامة ولعدم حصولي على وظيفة أو عمل أصبح ارتباطي بجهازي ال «لاب توب» ساعات طويلة، ما مكنني من تعلم الكثير والكثير بشكل شخصي. لماذا فضلت اختراق المواقع الرياضية؟ - رياضياً، أنا محب ومشجع لنادي الاتحاد وللمهاجم نايف هزازي، وعندما أقرأ في الصحف أو أشاهد في البرامج الرياضية التلفزيونية هجوماً على الاتحاد أو هزازي أقوم بالدفاع عنهما عن طريق اختراق صفحة الناقد أو أي رياضي أو النادي الآخر، وأيضاً أخترق مواقع بعض الجهات التي لم تقبلني كوظف. كيف تقوم بعملية الاختراق؟ - «أسرار المهنة»... قالها ضاحكاً، سأطلع «الحياة» بحكم أنها صحيفة عريقة ودولية على بعض الخطوات التي أقوم بها، فبعدما تخصصت في تصميم المواقع لجهات عدة، وكنت مشرفاً على التصميم في بعض المواقع، أنشأت موقعاً خاصاً يقدم خدمة التصميم لأية جهة بطريقة احترافية عالية، وسميته «عالم التميز»، كما أنني قبل ذلك تعلمت كيف أحمي مواقع من الاختراق بشكل صحيح وعلمي. وعملية الاختراق تتم بداية عبر معرفة رقم «الآيبي» الخاص بالموقع ومعرفة «السريفر» المستضيف للموقع هل هو خاص أو عام، ومدى قوة الحماية للموقع، وبعد ذلك أقوم بطرق معينة واخترق الموقع في دقائق معدودة، وللأسف الشديد هناك مواقع لجهات عدة حمايتها ضعيفة واختراقها سهل. ما أبرز المواقع والشخصيات الرياضية الذين قمت باختراق مواقعها وصفحاتهم؟ - اخترقت جميع المواقع الرياضية التابعة لنادي الهلال، ما حدا بأحد اعضاء هذه المواقع إلى إرسال «إيميل» لي قدم من خلاله مبلغ 20 ألف ريال لعدم اختراقها، كذلك اخترقت موقع الأهلي وقلعة الكؤوس وموقع الفيصلي، والأخير بسبب تحدٍّ قمت به مع أحد منسوبيه، أما عن الشخصيات الرياضية وغيرها، فقمت باختراق صفحة الأمير عبدالرحمن بن مساعد في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وأيضاً صفحة الأمير فهد بن خالد، والمذيع بتال القوس، وبعض اللاعبين والجهات الأخرى غير الرياضية. مع هذه الاختراقات الكبيرة لهذه الجهات، ألم تأتِ شكوى ضدك من أي جهة؟ - وصلتني عبر الإيميل 18 شكوى، أبرزها شكوى من هيئة التحقيق والادعاء العام بعدما قمت باختراق موقعهم، وأنا لم أقم بعمل إجرامي، بالعكس ما قمت به، خصوصاً للمواقع الرسمية للأندية وغيرها من بعض الجهات الحكومية والأهلية، ليس سوى رسالة لكي يعملوا على تقوية جانب الحماية لمواقعهم بشكل احترافي، ويستقطبوا شبان الوطن الموهوبين. ماذا تريد بالضبط؟ ومتى تتوقف عن هذا الفعل؟ - أريد عملاً أقتات منه وأعيش حياة مستقرة، فأنا وحيد أسرتي وفي حاجة للعمل، فقِصَر قامتي أعاقني عن الالتحاق بالوظائف العسكرية وهذا أمر مقبول، لكن أن أحصل على نسبة 85 في المئة في الثانوية العامة «علوم طبيعية» ونسبة 70 في المئة «قدرات» ولا أجد جهة حكومية أو قطاعاً خاصاً يقبل بي أمر حطمني كثيراً، ومن خلال «الحياة» أعد الجميع بأنني سأعتزل «التهكير» نهائياً حال حصولي على عمل، وحالياً أنا متوقف في «إجازة رياضية». بحكم أن الموسم الرياضي السعودي متوقف لإجازة الصيف، وفي حال عدم حصولي على عمل سأعود مع بداية دوري زين في رمضان المقبل.