أشاد الرئيس المصري محمد مرسي عقب محادثاته مع نظيره التونسي منصف المرزوقي في القاهرة أمس ب «المد الثوري العربي الذي بدأ من تونس وتوّج بالثورة الكبرى في مصر». وأكد كلاهما عمق العلاقات بين الشعبين وعزمهما على تقويتها، كما شددا على التزامهما دعم الشعبين الفلسطيني والسوري. وبات المرزوقي أول رئيس يزور مصر بعد تنصيب مرسي رئيساً. وعقد الرئيسان أول مؤتمر صحافي رئاسي في القصر الجمهوري منذ أطاحت «ثورة 25 يناير» الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأكد المرزوقي في المؤتمر الصحافي عمق العلاقات المصرية - التونسية. وقال: «إننا ذاهبون لتحقيق المزيد من التكامل، ومهما كانت الصعاب فإننا سنسعى إلى تحقيق ما حققه الأوروبيون في هذا الصدد». ووجه إلى مرسي دعوة لزيارة تونس، وهو ما رحب به الرئيس المصري مؤكداً أنه سيلبي الدعوة «في أقرب فرصة». وفي مستهل المؤتمر الصحافي، قال مرسي إن «تونس هي الزهرة الأولى التي تفتحت في ربيع الثورات العربية ثم جاءت بعدها الثورة الكبرى في مصر، والمد الثوري مستمر ونتمنى له النجاح». وقدم التحية إلى المرزوقي، مشيداً ب «البادرة الطيبة بحضوره إلى مصر لتقديم التهنئة» على تولي مرسي الرئاسة. وأكد أن الزيارة «ستكون بداية علاقات طيبة وجيدة بين البلدين في المستقبل القريب». من جانبه، قال المرزوقي إنه جاء إلى مصر «نيابة عن الشعب التونسي لأقدم التحية والتهنئة للشعب المصري». وأكد أن «العصر الذي كانت تدير فيه تونس ظهرها لمصر والعكس انتهى»، مشيراً إلى أن «عصراً جديداً من العلاقات سيبدأ بين البلدين». وأضاف أن «تونس وجدت طريقها مع مصر وستبدأ في هذا الطريق، ونتمنى أن تسير مصر مع تونس في هذا الطريق». ورأى أن «الحواجز التي وضعها الاحتلال والعالم الغربي زالت بعد أن زالت حواجز القلوب بين أبناء الشعبين التونسي والمصري». وعن أهم مجالات التعاون التي أثمرت عنها المحادثات التي جرت بين الرئيسين، أكد مرسي أنه والمرزوقي «متفقان ومتوافقان على المصلحة العليا للشعبين وهي مصالح متشابهة، وأهدافنا المشتركة هي الاستقرار والتنمية والحرية والديموقراطية وتداول السلطة». وأضاف: «تحدثنا عن علاقات متميزة في إطار تسهيل السفر، والاستفادة من التجارب المشتركة، والتجارة البينية، وربط شبكات الكهرباء، والعلاقات الثقافية المتميزة، والسياحة والبرامج المشتركة». وأوضح أنهما «متفقان في وجهات النظر في شأن الهم العربي العام»، لافتاً إلى اتفاق «في وجهة النظر نحو سورية، ودعم الشعب السوري في كفاحه حتى يمتلك السوريون حريتهم وإرادتهم بثورتهم التي تمضي، ونرفض سفك الدماء والتدخل العسكري الأجنبي في شؤون سورية، لكن هناك آليات كثيرة دون ذلك يجب أن تتخذ وأفعال يجب أن نتحرك بها لكي نحقن دماء الشعب السوري بأسرع ما يمكن». وأشار إلى أن «مصر وتونس متفقتان أيضاً على دعم القضية الفلسطينية والمصالحة الداخلية وحقوق الفلسطينيين الكاملة وحقهم الطبيعي في الحرية وفي قيام دولتهم المستقلة». ورداً على سؤال ل «الحياة»، قال مرسي إن «هناك اتفاقاً بين البلدين على دعم القضية الفلسطينية والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية». وأضاف أن «مصر تقف على مسافة واحدة من كل القوى والفصائل الفلسطينية، وتدعم حقها في تقرير مصيرها وعلاقاتها ولا تقبل إراقة الدماء». وسألت «الحياة» الرئيس المصري عما إذا كان تأكيده أن بلاده والسعودية «حاميتا الإسلام السني الوسطي» مؤشراً على اتجاه في شأن العلاقات مع إيران، فأجاب: «عندما تحدثت عن حماية مصر لمشروع أهل السنة لم أكن أقصد التوجه بفعل سلبي تجاه أحد، بل أؤكد واقعاً معروفاً». وشدد على أن «مصر لا تكن ضغينة أو عداوة لأي أحد، وتتحدث عن رسالة سلام واضحة وعلاقات متميزة تقوم أساساً على العلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة بين الشعوب وتحقيق السلام الحقيقي بالفعل وليس القول». وأضاف: «نحن قادرون على حماية أمننا الوطني المصري والقومي وعندما نلتقي نحقق ذلك وندعو إلى التعاون بين العالم العربي وأن تسود روح المحبة والتسامح». أما المرزوقي فقال إن «هناك توافقاً كلياً بين رؤية تونس ومصر في ما يتعلق بالقضايا السياسية، لا سيما ما يتعرض له الشعب السوري». وقال إن البلدين «يتفقان على أنه من الضروري إنهاء تلك المأساة الدموية، من خلال تمكين الشعب السوري من اختيار ما يريد». ولفت إلى «وضوح خيار الشعب السوري في التخلص من الاستبداد والوصول إلى ما وصلت إليه تونس ومصر». وأوضح أن بلاده ومصر «تتفقان على ضرورة حقن الدماء في سورية، وتتفقان أيضاً على رفض التدخل العسكري الأجنبي هناك». وأشار إلى أن «هناك توافقاً بين مصر وتونس على دعم القضية الفلسطينية»، مؤكداً أنه «سعيد بأن أرى مصر الجديدة وهي تفتح قلبها وحدودها للأشقاء الفلسطينيين، لا سيما في غزة حتى تكف عنهم المعاناة».