أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول المجلس تنظر إلى التحديات التي تواجهها نظرة متفائلة وإيجابية، وتعتبرها فرصة لتقوية التعاون والتنسيق المشترك في ما بينها، وبين الدول والتكتلات الإقليمية والدولية، وقال: «إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمكن خلال ثلاثة عقود من أن يصبح تحالفاً قوياً أكثر وعياً وقدرة على القيام بمسؤولياته الداخلية والخارجية». جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أول من أمس في الجلسة الحوارية لمؤتمر كمبريدج لأبحاث الخليج الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث في جامعة كمبريدج، وقال الزياني: «إن رؤية مجلس التعاون الخليجي هي أن يحقق الازدهار بمعناه الشامل، وهو النمو الاقتصادي لكل دولة من الدول الأعضاء ولكل مواطنيها، مع زيادة فرص تحقيق الطموحات الشخصية، وتنفيذ البرامج التي تضمن تكافؤ الفرص لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية». وأضاف: «إن المجلس يسعى إلى تحقيق خمسة أهداف استراتيجية أساسية هي حماية دول المجلس ضد التهديدات الخارجية، وزيادة النمو الاقتصادي، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، وزيادة الوعي بإدارة المخاطر والكوارث، وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية لمجلس التعاون الخليجي». وأوضح أن دول المجلس تؤمن بأن أي اعتداء على إحدى الدول الأعضاء يمثل اعتداء عليها جميعاً، وأن النزاعات والخلافات ينبغي تسويتها بالطرق السلمية من خلال الحوار السياسي، وهي ترفض الهيمنة الإقليمية والدولية على الخليج العربي، مثلما ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية. وأبان أن «الظروف الإقليمية المضطربة، وانتشار الإرهاب خلال السنوات الماضية أكدا أهمية تقوية وتوثيق الترابط في ما بين دول المجلس وكذلك مع الدول الصديقة ولا سيما في مجال التعاون العسكري ومكافحة الحركات الإرهابية، كما أن دول المجلس لم تتوانَ في تقديم المشورة في القضايا الإقليمية أو القيام بدور فاعل في النزاعات الإقليمية». وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: «إن دول المجلس، بعد 31 عاماً من عمر المجلس، أصبحت أكثر ترابطاً وإدراكاً لمسؤولياتها الدولية، وتتحدث بصوت واحد في جميع المسائل الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن دول المجلس أصبحت تؤدي دوراً أكثر فاعلية بالتعاون مع الدول في مواجهة التحديات السياسية في المنطقة». وتحدث الزياني عن الجهود التي بذلتها دول المجلس لتسوية الأزمة اليمنية، وقال: «نجاح المبادرة الخليجية راجع إلى تضافر عوامل عدة، أسهمت جميعها في الوصول إلى اتفاق سياسي لنقل السلطة بأسلوب سلمي يحقن دماء الشعب اليمني، ويحقق أمن واستقرار ووحدة اليمن وتطلعات شعبه». ونوّه الأمين العام لمجلس التعاون بدعم المجتمع الدولي ومساندته لجهود مجلس التعاون، وقال: «التأييد الدولي والإقليمي الواسع لمشروع الحل الخليجي كان له أثر إيجابي ساعد في توحيد موقف المجتمع الدولي من المبادرة الخليجية ودعمه لها».