وصفت لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات التقرير الفرنسي بشأن وفاته بأنه كان ضعيفاً، وذكرت ان فحص عينات من رفاته مرهون بالاطلاع على نتائج الفحص الذي أجراه مختبر السويسري، والتي كشفت وجود مستوى عال من مادة «البولونيوم» المشعة السامة في هذه المقتنيات. واعلن ناصر القدوة رئيس «مؤسسة ياسر عرفات» ان عائلة عرفات والمؤسسة تتهمان اسرائيل بقتل الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمادة البولونيوم. وأكد رئيس اللجنة الطبية الدكتور عبد الله بشير أن التحقيقات التي أجرتها لجنته خلال السنوات الثلاث الماضية خلصت الى ترجيح نظرية السم في وفاة عرفات. ولفت الى إن الأجوبة التي تلقتها لجنته من المستشفى الفرنسي الذي عولج فيه عرفات ومن المعهد الجنائي الفرنسي إحتوت على ثغرات واضحة في موضوع السم. وقال ان «التقرير الفرنسي ضعيف من ناحية السموم». وأوضح بشير انه «جاء في التقرير الفرنسي أن هناك مواد لم يتم الكشف عنها بسبب الظروف المحيطة». واضاف إن التقرير الفرنسي خلص الى أن ما جرى لعرفات «لا يمكن تفسيره في إطار علم الأمراض» الأمر الذي إعتبره تعزيزاً لفرضية اللجنة بتعرض الرئيس للسم. وزاد إن اللجنة استعانت بخبراء في السموم «وكانت النتائج مؤكدة لنظرية السمية». ونشرت «مؤسسة ياسر عرفات» أمس نتائج عمل اللجنة الطبية بما فيها مراسلات مع مستشفى «بيرسي» العسكري الفرنسي و»المعهد الجنائي» الفرنسي. في غضون ذلك، اتهم ناصر القدوة اسرائيل بقتل عرفات. ونقلت «فرانس برس» عن القدوة انه «منذ استشهاد الرئيس الراحل قلنا انه تم اغتياله بالسم ولم يكن لدينا دليل مادي ملموس. لكن بعد تحقيق قناة الجزيرة والتأكد من انه تم تسميمه بمادة البولونيوم لم يعد الموضوع محل شك فقط. والدليل المادي حصلنا عليه». واضاف: «نحن نوجه لاسرائيل تهمة قتل ياسر عرفات وتسميمه بهذه المادة القاتلة ونطالب بمحاكمة ومحاسبة المسؤولين عن اغتياله ومحاكمة من نفذ عملية الاغتيال». وقال القدوة: «كنا نشك بأن عرفات تم اغتياله بسبب التدهور المفاجىء في صحته، ولكن ما عزز شكوكنا هو تقرير المستشفى الفرنسي الذي عولج فيه عرفات حتى وفاته، حيث توجد فيه فقرة تقول ان سبب الوفاة ليس من الامراض المعروفة لدينا، وبالتالي أشار المستشفى الفرنسي بطريقة غير مباشرة الى ان سبب الوفاة غامض»، معلنا «ان مؤسسة ياسر عرفات قررت نشر التقرير الطبي الفرنسي كاملا خلال ايام». واوضح القدوة الموجود في جنيف «ان مؤسسة عرفات اتصلت بالمختبر السويسري وابلغتهم انها لا تمانع في فحص عينة من جثة الرئيس الراحل اذا اقتضت الحاجة والضرورة لذلك». وذكر عضو لجنة التحقيق وزير العدل علي مهنا ل»الحياة» أن»القرار بشأن إجراء فحوصات لرفات الرئيس الراحل تتوقف على تفاصيل التقرير السويسري». وفي تونس اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل «اسرائيل بقتل عرفات... كما قتلت الشيخ احمد ياسين» مؤسس حركة «حماس» في غزة. واتهم توفيق الطيراي رئيس لجنة التحقيق في وفاة عرفات اسرائيل باغتياله، وقال إنه اتفق مع سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، على التعاون في عملية التحقيق، نافيا وجود أية خلافات مع السيدة عرفات في هذا الشأن. وكانت سهى أعلنت عزمها تحضير دعوى قضائية ضد مجهول امام القضاء الفرنسي. وتوفي الزعيم الفلسطيني في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي في كلامار قرب باريس. واجرى معهد «رادييشن فيزيكس» في لوزان تحليلا لعينات بيولوجية اخذت من بعض الاغراض الشخصية لعرفات التي تسلمتها ارملته سهى من المستشفى العسكري في بيرسي حيث توفي. وعثر المعهد على «كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم»، كما افاد شريط وثائقي بثته قناة «الجزيرة» في 3 تموز (يوليو).