تحقق سلطات الأمن الاردنية مع 10 من خريجي الشرطة الليبية من أصل 140 قاموا بأعمال شغب في عمان الأربعاء لتأخر طائرة تقلهم الى بلدهم، بعد أن أنهت الدفعة الأولى، المؤلفة من 1900 عنصر، تدريبَها في المملكة. وسهر سكان ضاحية طبربور بالجهة الشمالية الشرقية من العاصمة الاردنية على مطاردات الشرطة وأصوات سيارات الإطفاء والإسعاف، بعد أن أشعل متدربون ليبيون في كلية الشرطة النار بباص وصالة رياضة احتجاجاً على تأخر الطائرة التي كانت من المفترض ان تقلهم الأربعاء الى بلادهم. وقال مصدر امني الخميس لوكالة «فرانس برس»، إن «السلطات سمحت ل130 من خريجي الشرطة الليبية ممن شاركوا بأعمال شغب الاربعاء بمغادرة المملكة صباحاً (الخميس)، فيما تحقق مع 10 آخرين افتعلوا الشغب». وأضاف أن «التحقيق جار مع هؤلاء اثر افتعالهم أعمال شغب وإضرامهم النار بصالة رياضة تابعة للاتحاد الرياضي للشرطة وباص يعود للأكاديمية احتجاجاً على تأخر طائرة تابعة للطيران الليبي كانت ستقلهم الى بلدهم». وأشار المصدر الى ان «الخريجين الليبيين أبدوا مقاومة شديدة للسيطرة عليهم من قبل قوات الأمن الأردني والدرك، ما أدى إلى إصابة 46 من رجال الأمن برضوض وجروح». وبيَّنَ المصدر أن 6 من الخريجين الليبيين استغلوا دخول زملائهم الى الصالة الرياضية فأشعلوا النار بالفرشات الإسفنجية، ما ادى الى سرعة اشتعال النيران في الصالة بكاملها. وذكر شهود عيان، أن المتدربين الليبيين الهاربين أحدثوا فوضى في الشوارع المحيطة بالكلية، وتراشقوا بالحجارة مع قوات الامن الاردنية، وحاول بعضهم الاستيلاء على سيارات مواطنين للهروب بها، ما أحدث إرباكاً الى حين إلقاء القبض عليهم. وأنهت الدفعة الأولى من الشرطة الليبية، وعددها 1900، الأحد تدريبها في المملكة، التي تتولى تدريب نحو عشرة آلاف شرطي ليبي بناء على اتفاق سابق مع الاردن، تمهيداً لإلحاقهم بقوات وزارة الداخلية في بلدهم. وتم توزيعهم داخل منشآت في عمان لتسهيل سفرهم. وهذه هي المرة الأولى التي تقع فيها أحداث شغب داخل حرم أكاديمية الشرطة والخامسة في مركز تدريب الشرطة الدولي في الموقر (جنوب عمان) منذ وصول الليبيين في نيسان الماضي، حيث لجأت السلطات مطلع الشهر الجاري الى ترحيل 11 ضابطاً جراء افتعالهم مشاجرات نتج عنها أعمال شغب وإضرام النيران داخل المركز. يذكر ان المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة قام منذ تأسيسه عام 2003 بتدريب ما يزيد عن 53 الف متدرب عراقي وحوالى ثمانية آلاف من الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية، الى جانب أعداد أخرى من مختلف الدول العربية.