فجر انتحاري ينتمي إلى تنظيم «القاعدة» في اليمن نفسه في مجموعات من طلاب كلية الشرطة، أثناء مغادرتهم مبنى الكلية في قلب العاصمة صنعاء ظهر أمس، لقضاء إجازتهم الأسبوعية، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات منهم. وأعلنت جماعة «أنصار الشريعة» التابعة ل «القاعدة» مسؤوليتها عن التفجير. ونقل الانتحاري الذي كان لا يزال حياً بعدما بترت ساقه ويده واحترق معظم جسده إلى احد المستشفيات، إلا أن وفاته أعلنت بعد وقت قصير. وذكر انه تمتم ببعض الكلمات التي عرف منها أن اسمه محمد علي ناشر العري. وتعددت الروايات حول تفاصيل العملية الانتحارية، ففي حين قال بعض الشهود إن المهاجم كان يقود دراجة نارية اقتحم بها مسرعاً مكان التفجير، قال آخرون انه ترجل عن دراجته على بعد أمتار من بوابة الكلية وصاح بصوت عال بعبارات غير مفهومة ثم فجر نفسه. وأحدث الدوي الهائل للانفجار ذعراً في محيط الكلية، حيث يبعد «سوق البليلي» الشعبي عشرات الأمتار فقط، ويكون عادة مكتظاً عند الظهيرة. وأجمعت مصادر أمنية على أن الحزام الناسف الذي كان الانتحاري يلفه على جسده لم ينفجر بالكامل لسبب ما، وهو ما يفسر إصابة جسده من جهة واحدة. وأظهرت مقاطع فيديو التقطت بكاميرا هاتف نقال بعد التفجير مباشرة، الانتحاري حياً ويتمتم بكلمات غير مفهومة قبل أن ينقله المسعفون. وفي حصيلة غير نهائية قتل في الهجوم 9 من طلاب كلية الشرطة، وأصيب 21 آخرين بجروح معظمهم بحال خطرة. ونقلت سيارات الإسعاف التي تقاطرت إلى مكان الحادث المصابين وأشلاء وجثث القتلى، في حين كانت دوريات الشرطة والأمن المركزي تغلق المنطقة وتباشر معاينة الأدلة وتسجيل معلومات الشهود وبعض الناجين. وصرح مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا أن لجنة تحقيق شكلت بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي لمتابعة القضية. ووصف الهجوم ب «العملية الغادرة التي كشفت عن دموية وإفلاس العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة»، وأكد أن الهجوم «لن يثني قوات الأمن عن توجيه المزيد من الضربات إلى العناصر الإرهابية حتى القضاء عليهم»، ودعا المواطنين كافة إلى التعاون مع أجهزة الأمن لكشف هؤلاء العناصر وتسهيل اعتقالهم. وكانت أجهزة الأمن اليمنية تمكنت من القبض على 10 خلايا إرهابية تتبع «القاعدة» خلال الأسابيع الماضية بينها مجموعة أشرفت ونفذت التفجير الانتحاري في ميدان السبعين وأخرى مسؤولة عن اغتيال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم قطن. كما أعلنت أن الاعتقالات أحبطت مخططاً على وشك التنفيذ يستهدف مصالح يمنية وأجنبية وشخصيات عسكرية وأمنية وحكومية في صنعاء ومحافظات أخرى انتقاماً من الحملة الناجحة التي شنها الجيش اليمني على مسلحي التنظيم في أبين قبل أسابيع. من جهة ثانية (ا ف ب)، قتل شخص واصيب اربعة اشخاص اخرين بجروح، بينهم امراتان، في صدامات مع الشرطة في عدن امس. وقال نزار السعيدي الناشط المؤيد ل «لحراك الجنوبي» ان «رجال شرطة دخلوا الى حي المنصورة واثاروا غضب السكان الامر الذي سبب اطلاق عيارات نارية وصدامات اسفرت عن مقتل شخص وجرح اربعة بينهم امرأتان».