أدانت لجنة التحقيق في حادثة بلجرشي الدورية الأمنية، ودورية هيئة الأمر بالمعروف «لتصرفهم بشكل فردي، وعدم تقيدهما بالتعليمات، التي تقضي بمنع المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك، وفق آلية معينة». أيضاً، أشارت لجنة التحقيق في بيانها إلى «مؤاخذة» شركة الحربي مقاول الطريق الذي وقعت فيه الحادثة، لافتقار الموقع لأدنى وسائل السلامة المرورية، وعدم وجود مصدات خرسانية، ما ساهم في وقوع الحادثة المأساوية»، كما أن «المؤاخذة» في بيان اللجنة شملت أيضاً المتوفى -رحمه الله- لعدم توقفه لمعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء الهيئة». وخلصت إلى أن القضية لم تكن تستحق المطاردة ولا الهرب. من المهم الإشارة إلى أن الحادثة المؤلمة وقعت في الساعة الثانية و20 دقيقة صباحاً! هشمت أُسرةً فقُتل الأب، وأصيبت الزوجة والأطفال بإصابات خطرة. لا يحكم التصرفات الفردية سوى «الانضباط»، وإذا فقد في عناصر أجهزة يفترض أنها أول من يحرسه، فماذا نقول؟ والتداخل بين التصرفات الفردية والنظامية شائع، يمكنك رؤيته في الشارع لنماذج من سيارات ضبط أو من يمثلها تخالف النظام جهاراً نهاراً، ويمكنك استشفافه في التعامل مع الناس، التصرفات الفردية المخالفة، تبدأ بالعنف اللفظي المستفز، وهي من شرارات القضايا، والحقيقة أن من يفتقد الانضباط لا يمكن له طلب التقيد به من الآخرين، لذلك فإن الإشارة لتصرفات فردية لا تعفي الأجهزة و«المراجع» من المسؤولية، ولا أعرف سبباً لاستمرار «الطبطبة» على المقاولين «بالمؤاخذة» فقط، مع تعدد قضايا أزهقت أرواحاً، وكان للحفريات دور فيها. هنا تحضر جهات رسمية أخرى لتنّضم إلى قائمة المسؤولية. *** قبل عام نشرت صحيفة «الرياض» خبراً «جاداً» لكنه أضحك القراء لحد «أوجع» بطونهم. كان عنوان الخبر كالتالي: «هجرة معاكسة للتعليم من الولاياتالمتحدة...، طلاب من أميركا يدرسون في كلية الطب العالمية بالرياض»!، ولو كان جرس الإنذار الرقابي في وزارة التعليم العالي «شغّالاً» وقتها لاستوقفه هذا الخبر وأصابه «تماس» من رنينه المتواصل، لكن هذا لم يحدث لينخرط ضحايا من الطلبة في الكليات العالمية التي ألغي ترخيصها أخيراً. لماذا الغي الترخيص؟ السبب كما ورد في بيان الوزارة: «تعذر إصلاح الأوضاع الأكاديمية والإدارية والمالية لهذه الكليات»، بعد مهل على حساب الحلقة الأضعف. www.asuwayed.com asuwayed@