نيودلهي - رويترز، أ ف ب - دشّنت الهند أمس، غواصتها النووية الأولى، والقادرة على اطلاق صواريخ باليستية، مكمّلة بذلك ثلاثياً نووياً يشمل اسلحة البر والبحر والجو. وأُطلق على الغواصة اسم «اريهانت»، او «مدمرة الأعداء»، وتبلغ زنتها 6 آلاف طن ويمكن ان تصل سرعتها الى 44 كيلومتراً في الساعة تحت الماء (24 عقدة)، وهي تعمل بمفاعل نووي بقوة 85 ميغاواط. والغواصة هي الأولى من اثنتين ستُبنيان محلياً بمساعدة تقنية من روسيا، وستخضع لتجارب بحرية قبل ادخالها الخدمة رسمياً العام 2015. والمشروع جزء من خطة لبناء 5 غواصات بقيمة 2.9 بليون دولار، وأُخر لسنوات بسبب مشاكل تقنية. وكانت الهند تستأجر غواصات نووية روسية، كما وقّعت في العام 2005 عقداً لشراء ست غواصات «سكوربيني» فرنسية - اسبانية بقيمة 2.4 بليون يورو. ومع هذه الغواصة، دخلت الهند الحلقة الضيقة للدول التي صنعت بنفسها غواصاتها النووية، وهي الصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا. وتمتلك الهند 16 غواصة تعمل بالديزل والكهرباء روسية وألمانية الأصل، بُنيت منذ 25 إلى 40 سنة. ونقلت وكالة انباء «برس تراست اوف انديا» عن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وصفه الحدث خلال حفل التدشين في مدينة فيزاكاباتنام الجنوبية في مقاطعة اندرا براديش، بأنه «علامة تاريخية في مسيرة التجهيزات الدفاعية». وقال: «ليست لدينا خطط هجومية ولا نسعى الى تهديد اي جهة. ننشد بيئة خارجية تناسب تطورنا السلمي وحماية أنظمة القيم لدينا». وأضاف أن «للبحر أهمية متزايدة في سياق المصالح الأمنية للهند، وعلينا ان نكيّف استعدادنا العسكري كي يناسب هذه البيئة المتغيرة». ويعتبر خبراء إن الهند تحدّث قواتها المسلحة وتركز على تزويد اسطولها البحري سفناً وغواصات جديدة، لمواجهة المصالح الاستراتيجية للصين في المنطقة. والصين اكبر شريك تجاري للهند في آسيا، لكن نيودلهي القلقة من القوة العسكرية المتنامية لبكين، تخشى احتمال سعي منافسها العملاق الى تطويقها استراتيجياً، مع استمرار الصين في توفير السلاح لباكستان وسريلانكا جارتي الهند.