طهران – رويترز، ا ف ب، وكالة «مهر»، «برس تي في» – طلب المرشحان الإصلاحيان الخاسران في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي أمس، إذناً من وزارة الداخلية لإقامة احتفال تأبيني في الذكرى الأربعين لسقوط قتلى من المعارضة خلال تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وافادت وكالتا الانباء الطالبية «ايسنا» والعمالية «إيلنا» بأن موسوي وكروبي كتبا في رسالتهما الى وزارة الداخلية: «نعلمكم بأننا نرغب في اقامة احتفال في المصلى الكبير في طهران، لإحياء الذكرى الاربعين للأحداث الحزينة التي ادت الى وفاة عدد من أحبائنا». وأضافت الرسالة أن «الحفل لن يتضمن كلمات، وسيشتمل فقط على تلاوة للقرآن، كما سيُطلب من المشاركين الصمت». ولم يرد في الرسالة موعد محدد لتنظيم هذه المراسم، لكن الموقع الالكتروني لحزب «اعتماد ملي» بزعامة كروبي أفاد بأنها ستجرى الخميس المقبل. ويتسع «المصلى الكبير» في طهران لعشرات الآلاف. وكان كروبي اتهم السلطات، في رسالة مفتوحة وجهها الى وزارة الاستخبارات، ب «إخفاء العدد الحقيقي للاشخاص الذين قتلوا اثناء الاحداث الاخيرة»، وتقدرهم السلطات بعشرين شخصاً. ورفضت السلطات طلبات متكررة بتنظيم تجمعات حاشدة، قدمها موسوي الذي اكد انه لن يسمح «بأن يضيع سدى» دم أنصاره الذين قتلوا. جاء ذلك في وقت أوردت صحيفة «اعتماد ملي» الإصلاحية ان الطالب الايراني أمير جواديفار الذي اعتقل خلال الاحتجاجات على اعادة انتخاب نجاد، توفي في السجن. واضافت انه طُلب من عائلته الحضور لاستلام جثته، موضحة ان جواديفار اعتُقل خلال تظاهرات التاسع من الشهر الجاري، وأصيب بجروح في ذراعه وانفه. وكان موقع «مشاركات» الإصلاحي افاد السبت الماضي بأن محسن روح الأميني (25 سنة) نجل عبد الحسين روح الأميني الذي كان كبير مستشاري محسن رضائي المرشح المحافظ الخاسر في الانتخابات والقائد السابق للحرس الثوري، «قُتل» في سجن إيفين في طهران. واعتُقل الأميني ايضاً في التاسع من الشهر الجاري. وافادت «إيلنا» بأن أسرة الأميني ألغت حفل تأبينه امس، تفادياً لحدوث اضطرابات. في الوقت ذاته، قال كروبي إنه على رغم خسارة الإصلاحيين الانتخابات، لكنهم «غيّروا كيفية تفكير الناس حول السياسة». وأضاف خلال لقائه صحافيين، انه قرر اعادة تنظيم حزبه «اعتماد ملي» الذي أسسه عام 2005. وزاد: «اننا نعمل في مناخ منحاز وغير عادل». واكد انه سيواصل تحدي شرعية نتائج الانتخابات «طالما حييت». وافادت قناة «برس تي في» بأن كروبي انتقد الاصلاحيين الذين أيدوا الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وقال: «من المثير للاهتمام كيف ان شخصيات اصلاحية انتقدت رفسنجاني، معتبرة ان ألقه السياسي انتهى، تدعمه الآن. هذا ليس صائباً». في غضون ذلك، دعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني «السياسيين الى ألا يمنحوا العدو مجالاً وفرصة دعائية». ونقلت وكالة «مهر» عنه قوله خلال الجلسة الاولى للمجلس بعد انتهاء عطلته الصيفية، إن «عظمة الانتخابات الرئاسية ومشاركة 85 في المئة من الناخبين في الاقتراع، أبرز نموذج من التعايش الاجتماعي الديموقراطي الديني للنظام الإسلامي، وليس من المستغرب أن يبذل الاعداء وخصوصاً اميركا واسرائيل، جهودهم من اجل المساس بهذه المكانة، وتشويهها». واضاف: «ثمة سؤال رئيسي: لماذا يوفّر السياسيون مثل هذا المجال والفرصة الدعائية للعدو، ليتشجع الغرب على إطلاق الكلام اللاذع والتصورات الواهية؟». ورداً على تصريح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاسبوع الماضي حول عجز طهران عن اتخاذ قرار في شأن دعوة واشنطن للحوار، بسبب انشغالها في شؤونها الداخلية، قال لاريجاني: «طبعاً ليس سيئاً ان يستغرقوا في تخيلاتهم هذه، لكن من المناسب والضروري ان نبادر لإصلاح المسار من خلال النقد الذاتي». اما كامران دانشجو رئيس اللجنة الانتخابية في وزارة الداخلية الإيرانية، فأعلن معارضته اقتراح الرئيس السابق محمد خاتمي اجراء استفتاء حول شرعية حكومة نجاد. وقال: «علينا احترام خيار الشعب. هذه التصريحات تخلو من المنطق. ان اجراء استفتاء حول كل انتخابات، سيحدث دوامة لا تنتهي. يعلمون تماماً ان الامر مستحيل».