قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية إن «قلة وعي المواطن العراقي وقلة خبرته، شجعت مافيا دولية على ارتكاب عمليات نصب واحتيال من النوع الثقيل»، مؤكداً القبض على «عصابة كل أفرادها يحملون الجنسية النيجيرية، تمكنت خلال فترة خمس أيام من جني أكثر من المليون ونصف المليون دولار». وألقى جهاز الاستخبارات قبل أيام القبض على عصابة نصب واحتيال مكونة من ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية النيجيرية دخلوا العراق بحجة السياحة الدينية، عبر مطار النجف، واحتالوا على 12 مواطناً وسرقوا 1،5 مليون دولار، وزعمت فتاة ضمن العصابة أنها ورثت 30 مليون دولار عن أبيها، لكنها غير قادرة على تسلم المبلغ عن طريق السفارة الأميركية في بغداد كونها قاصراً، فيما ادعى فرد آخر بأنه محامي السفارة الأميركية وأنه سيوكل شخصاً مقابل 10 آلاف دولار. المصادر الأمنية أكدت ل «الحياة» أن «هذه الفكرة على رغم بساطتها انطلت على البعض وقد تنطلي على آخرين لولا معرفة أحد الضحايا بضابط أمن علم بالأمر وتحركنا بشكل سريع وألقينا القبض على العصابة في بغداد، بعد خمسة أيام». وأكد ضبط عصابة أخرى يقودها أشخاص يحملون جنسيات مختلفة، بعضهم إيراني، ارتكبوا عمليات نصب كبيرة في محافظة بابل، حيث استعانوا بامرأة إيرانية من العصابة ادعت أنها مضطرة لبيع مصوغاتها الذهبية التي تم تزييفها بشكل فني وحرفي، وباعت كميات منها إلى مواطنين ومحلات صياغة. وزاد أن «عصابة أخرى تحمل الجنسية التركية نفذت أخيراً عمليات نصب في بغداد والبصرة بعد ادعاء أفرادها أنهم يمثلون شركة كبرى ويحملون معهم أوراقاً مزورة، وإنهم بصدد التعاقد على مشاريع كبيرة ويحتاجون إلى شركاء عراقيين». وتابع إن «الجريمة الدولية في تطور مستمر، فكلما تطور العلم والاتصالات تطورت معه الجريمة المنظمة، وما يجعلنا نجهل ذلك أن وسائل الإعلام وحتى الأجهزة الأمنية المعنية لا تهتم بمتابعة تطور الجريمة وتهتم أكثر بالأحداث الجارية». وأوضح انه «عمل على تشكيل فريق عمل متخصص مهمته متابعة تطور الجريمة في العالم وأساليب العصابات لتكون على شكل إصدارات دورية توزع على منتسبي الأمن الذين هم من بين أهم الشرائح التي تحتاج إلى توعية مستمرة، يأتي بعدها المواطن». وتابع أن «مهمة الفريق الرئيسية الرصد الإعلامي لوسائل الإعلام الغربية وبرامج الأمن التي تهتم بها الدول وتحرص على تغطيتها إعلامياً لا لكونها أحرزت تقدماً في كشف ملابسات جريمة منظمة تقودها مافيا أو عصابة وإنما هدفها توعية المواطن الذي أصبح محصناً بعكس المواطن العراقي». وتوقع المصدر أن «تشهد الساحة العراقية مستقبلاً دخول الكثير من عصابات الاحتيال». الخبير الاقتصادي عماد العبود قال ل «الحياة» انه راقب أخيراً ظاهرة جديدة نشطت خلال أشهر ثم انتهت لكن بعد فوات الأوان وراح ضحيتها أكثر من 22 ألف مواطن ومبالغ وصلت إلى 80 بليون دينار /68 مليون دولار.