حملت الأيام القليلة الماضية الكثير من تباشير الفرح لأنصار الفريق النصراوي، بعد نجاح مسيري الفريق في كسب صفقتين من العيار الثقيل تمثلت في الثنائي الدولي المصري حسني عبدربه والدولي السابق عبده عطيف، ويبدو أن الرئيس النصراوي بدأ إكمال عقد اللاعبين الذين شاركوا في احتفالية توديع الأسطورة ماجد عبدالله، والتي ترأس لجنتها المنظمة، وسط أنباء تؤكد أن المدافع الاتحادي أسامة المولد بات قريباً من «البيت الأصفر». ومن الواضح أن إدارة النصر استوعبت الدرس بعد 3 أعوام من الصفقات الأجنبية الهشة، التي كلفت خزانة النادي الملايين، لكنها لم تستطع جلب أي فائدة فنية سوى الديون التي تجاوزت حتى الآن ال 33 مليون ريال. صفقة عبدربه وعطيف أكملت عقد الرباعي الأجنبي والمحلي، بعد أن وقعت الإدارة في وقت سابق مع المهاجم الإكوادوري جيمي والأرجنتيني مانسو والمدافع الأوزبكي شوكت، أما على الصعيد المحلي فجاء عطيف ليكمل صفقتي عوض خميس من نادي نجران وإبراهيم الزبيدي من الوحدة. ولم يبد الكثير من النصراويين تفاؤلاً على صعيد التعاقد مع المدافع الأجنبي شوكت، وهي الصفقة التي مرت عبر «فخ السماسرة»، إلى جانب القلق الذي يحيط بعشاق النصر من أمور عدة، أبرزها مركز الحراسة في ظل وجود الثلاثي عبدالله العنزي وخالد راضي ومتعب عسيري، وفشل المفاوضات مع الحارس الوحداوي عساف القرني. ويثير مدرب الفريق الكولمبي ماتورانا قلق الجماهير أيضاً، خصوصاً في ما يتعلق بعدم قدرته على قراءة الفريق فنياً ومجاراة المدربين الآخرين في دوري زين، فالكولومبي لم يقدم في الموسم الماضي ما يشفع له بالاستمرار مع النصر، بحسب رأي النقاد، بيد إن الحظوة الذي يجدها من اثنين من الشرفيين أسهمت في استمراره، في الوقت الذي يؤكد فيه الكثير من المقربين من البيت الأصفر استحالة استمراريته حتى نهاية استحقاقات الموسم المقبل. ويعي النصراويون جيداً أن الديون المتراكمة ستشكل عقبة كبيرة على النادي بأكمله في حال استمراريتها من دون جدولة للسداد، خصوصاً أن الإدارة استغلت دفعات الشريك الاستراتيجي في تسديد حاجات اللاعبين الأجانب ومعسكر برشلونة، في ظل سحابة الخلافات مع الشرفيين المقربين خلال الاجتماع الذي أعقب مواجهة الأهلي في نهائي كأس الأبطال، فالإدارة أكدت قدرتها على سداد الديون كافة عبر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في أكثر من مناسبة من دون أن يتم ذلك حتى الآن في حين ما زالت الديون تتراكم على الكيان الأصغر من دون أن تحرك الإدارة ساكناً، وهذا ما يجعل النادي في فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة في الأيام المقبلة. ومن الجلي أن الإدارة النصراوي تسعى إلى تحقيق نجاح يرضي طموحات جماهير النصر التي تبحث عن الذهب ومنصات التتويج، والتي تتطلب الملايين ليسير الفريق بخطى ثابتة، كما هي حال الآخرين الذين تجاوزت موازناتهم السنوية الربع بليون ريال، وهي الموازنات التي قادتهم إلى تحقيق الألقاب والمنافسة على البطولات.