يعرض في القاهرة حالياً الفيلم الأميركي «سبعة أحمال» أو «سبعة أثقال» (Seven Pounds) للمخرج غابرييل موتشينو. الفيلم ذو أبعاد إنسانية عميقة وبني على سيناريو ذكي ومتماسك (غرانت نيبورت). وفيه أداء جميل من بطله ويل سيمث. يبدأ الفيلم بمشهد في الوقت الحاضر يتصل فيه بن طومسون (سميث) بالطوارئ ليطلب منهم سيارة إسعاف لحالة انتحار، فتسأله سيدة على الجانب الآخر من الذي انتحر؟ فيجيبها أنا. في تلك الأثناء يحدث نفسه قائلاً: «الله خلق الدنيا في سبعة أيام وأنا أدمر حياتي في سبع ثوان». يعود بنا السيناريو إلى أسابيع قليلة قبل حادث «انتحاره» الذي لم نعرف بعد إذا كان حقيقة أم لا، لنرى طومسون وهو محصل ضرائب في وزارة المال ودود وطيب القلب مع عملائه على عكس ما هو متوقع من محصلي الضرائب حتى أنه يساعدهم في تخفيف الحمل عنهم وبالذات المرضى منهم، فيتشاجر مع طبيب لمعاملته مريضة عجوز من دون احترام لآدميتها، ويساعد الآخرين مثل إيزرا الكفيف أو أميلي بوسا التي تنتظر عملية زرع قلب ولكن لم يسعدها الحظ بعد في الحصول على من يهبها قلبه ومحتمل أن تفقد حياتها في غضون شهر، وجورج الذي يعطيه إحدى كليتيه. بل هو يسأل صديقة له كان أعطاها جزءاً من كبده عما إذا كان هناك إناس يحتاجون المساعدة، فتدله على سيدة من أصول مكسيكية هاربة هي وأطفالها من زوجها الذي لا يكف عن ضربها فيتصل بها ويعطيها منزله المطل على المحيط كي تعيش فيه بعزة وأمان. تمر الأحداث على هذا المنوال يتخللها نقاشات بين طومسون وصديقه الأبيض دان لكنها غير واضحة وأشبه بالغامضة لا تسفر عن شيء يفيد المشاهد في تحديد دوافع طومسون لهذه الأعمال الإنسانية إلى أن نفاجأ في الثلث الأخير من الفيلم أن طومسون اسمه الحقيقي تيم وهو مهندس طيران سرق هوية أخيه الذي يعمل في مصلحة الضرائب بالفعل ليساعد من خلالها الناس. ثم نعرف أنه تسبب منذ سنتين بصورة غير متعمدة في حادث مروري نتج منه سبع ضحايا من بينهم خطيبته. وها هو يشعر بالذنب ويريد في المقابل أن يمنح نفسه للآخرين ويقرر أن يغير حياة سبعة أشخاص إلى الأفضل، والآن الدور على أميلي التي وقع في حبها فقرر أن ينتحر ويمنحها قلبه قبل فوات الأوان بعد أن كانت مهددة بالموت ويموت بالفعل لتعيش هي. أما المناقشة مع دان والتي كانت غامضة وفهمها المشاهد في النهاية أنه أسرَّ لدان بما يريد فعله ويتفق معه على أن يحرص بعد موته أن يمنح قرنيته لإيزرا وقلبه لأميلي، ثم ندرك مع الأحداث أنه منح جزءاً من رئته لأخيه وجزءاً من نخاع عظامه لطفل. كما ذكرنا في البداية، لا يعلم المشاهد شيئاً عن هوية طومسون وسلوكاته إلا القليل حتى يظن أن الأحداث غير مترابطة إلى أن تأتي المواجهة بين تيم وأخيه طومسون في الثلث الأخير من الفيلم، فيدرك سبب عدم إفصاحه عن تفاصيل كثيرة في حياته ويدرك سبب وده وتعاطفه مع هؤلاء العملاء.